ودّعت القاهرة الفنانة الاستثنائية سعاد حسني التي قررت اختصار عمرها، لتنتهي حياتها بعد معاناة مع المرض والآلام استمرت نحو 10 سنوات. واعتبر كثر أن سعاد حسني لم تكن مجرد ممثلة، إنما كانت حالاً فنية متفردة، وأن نجاحها الفني كان استثنائياً بفضل أدائها وتميزها وحبها الفن والفنانين، واستطاعت خلال مشوارها الفني أن تقدم نحو 80 فيلماً، عبرت أحداثها عن مصر وما مر بها من مأسٍ وأحزان وأفراح وقضايا وهموم. ونعى الفنانون المصريون سندريلا الشاشة بكلمات خرجت كلها تلقائية، تنم عن حب وتقدير لفنانة في وزن سعاد حسني وقيمتها. عادل إمام: حزن شديد الفنان عادل إمام عبر عن حزنه الشديد لرحيل النجمة الكبيرة. وقال: اعتبرها رمزاً من رموزنا الفنية. كانت نجمة ساطعة في سماء الفن العربي واثرت خلال مشوارها الوجدان العربي بأفلامها المتنوعة والمتميزة، فقدمت الأفلام السياسية والاستعراضية. وبرحيلها فقدنا، فعلاً، نجمة كبيرة وفنانة بكل ما للكلمة من معنى. وأنا شاركتها في بداياتي الفنية في فيلم "فتاة الاستعراض" و"حكاية 3 بنات"، وقدمت معها، وأنا بطل، فيلمي "المشبوه" و"حب في الزنزانة". سعاد حسني كانت حلم كل شاب وأيضاً كل فتاة، وحتى للجيل الجديد من الفنانات هي المثل الأعلى. كانت حالاً فنية متفردة في حد ذاتها. ومن يدقق يدرك أنها اختارت كل أفلامها بعناية فائقة، وتوهجت واستحقت أن تكون رمزاً بارزاً في سماء الفن العربي، وعضواً بارزاً في حكومة الفن العربي، الحكومة الوحيدة التي اتفق عليها الجمهور. وبرحيلها تفقد هذه الحكومة رمزاً وقيمة، لكنها ستظل موجودة ما بقي الفن العربي. كمال الشناوي: مثل أعلى الفنان كمال الشناوي قال: كانت سعاد حسني المثل الأعلى لكل الفتيات، وستظل بعد رحيلها أيضاً المثل والقيمة لدى كل شاب وكل فتاة، خصوصاً أنها استطاعت أن توجد لنفسها مكاناً مميزاً في الفن العربي بفضل تميزها في التمثيل والغناء والاستعراض. فهي كانت ممثلة شاملة. النهاية التراجيدية المؤلمة لحياتها هي نهاية فيلم سينمائي لا يستطيع أي مؤلف أن يكتب مثلها. كانت تملأ الدنيا حباً وفرحاً واختفت... لكن الجمهور بقي على حبه لها. وكان هذا الاختفاء دليلاً إلى أنها فنانة حساسة لأنها من زمن الفن الجميل. محمود عبد العزيز: قريبة الفنان محمود عبد العزيز قال: كانت سعاد حسني قريبة من نفسي وقلبي قبل عملي في السينما، وبعدما دخلت المجال الفني اقتربت منها اكثر، خصوصاً بعدما عملت معها في أفلام "شفيقة ومتولي" و"الجوع" و"المتوحشة"، فوجدتها إنسانة وأختاً وصديقة. فعلاً لن تتكرر سعاد حسني التي كانت تحرص على كل شيء في العمل وتهتم بكل التفاصيل وجميع العاملين. كانت فعلاً ابنة الحي الشعبي، حي الفوالة، وهي نموذج الفتاة التي تحمل المبادئ والقيم والانسانيات. لذا تربعت في قلوبنا ولن تحتل مكانها أي فنانة أخرى. حسين فهمي: فنانة شاملة الفنان حسين فهمي قال: حزنت كثيراً عندما علمت بخبر وفاتها، وأنا في غاية الألم وأعتقد كل الفنانين وكل مصر والعرب عبروا عن حزنهم لوفاتها. كانت فنانة شاملة، فضلاً عن أنها إنسانة رقيقة أسعدت الملايين خلال مشوارها الفني. عزت العلايلي: فاكهة السينما الفنان عزت العلايلي قال: برحيلها تكون الساحة الفنية فقدت فاكهة السينما المصرية وحلاوتها. كانت تربطني بها علاقة قوية وكبيرة وعملنا معاً في أفلام "الاختيار" و"أهل القمة" و"على من نطلق الرصاص" و"الناس والنيل". محمود ياسين: أخت وحبيبة الفنان محمود ياسين قال: لم تكن سعاد حسني مجرد فنانة، بل كانت إنسانة ومبدعة وصاحبة قيم إنسانية. ونحن فعلاً نفتقدها كثيراً، لأنها كانت للأسرة المصرية والعربية من خلال أدوارها الأخت والحبيبة والصديقة والزوجة. وأعتقد أن لا مثيل لها على الساحة السينمائية. حسن مصطفى: لا نظير لها الفنان حسن مصطفى قال: سعاد حسني ليس لها نظير لا في زمن تألقها، ولا في المستقبل. ولا أحد يمكن أن يحتل مكانها. فهي ممثلة ومغنية وراقصة، وكانت تتمتع بخفة ظل كبيرة. عملت معها في أكثر من فيلم، منها "الحب الضائع" و"الزواج على الطريقة الحديثة" و"أميرة حبي أنا". وكانت صديقة لي وإنسانة جميلة. رحمها الله. فردوس عبدالحميد: رمز استثنائي الفنانة فردوس عبدالحميد قالت: تعد سعاد حسني من الرموز الاستثنائية لما تميزت به من هبات، جمالاً وحيوية ورشاقة وبهجة. لذا أحسست بخوف شديد برحيلها، وعلى رغم عدم ابتعادها في الأعوام الأخيرة، كنا نأمل أن تعود لتملأ مكانها المفقود. برحيلها فقدنا فعلاً جميلة جميلات السينما المصرية التي لن تأتي مثيلة لها مرة أخرى، إذ ليس لدينا سعاد حسني أخرى. ميرنا: كنت ابنتها الفنانة الشابة ميرنا التي عملت مع سعاد حسني في آخر أفلامها "الراعي والنساء" قالت: من حسن حظي انني وحدي بين بنات جيلي وقفت إلى جوار الفنانة الكبيرة سعاد حسني وأديت شخصية ابنتها في "الراعي والنساء". وباقترابي منها خلال أيام التصوير تأكد لي أنها شخصية رقيقة كانت تهتم بكل التفاصيل ودائماً توجهني وتدفعني إلى الأمام خصوصاً أنني لم أكن أتجاوز الخامسة عشرة من عمري يومها. أذكر أنها قالت لي اثناء التصوير: "أنت يا ميرنا بتفكريني بنفسي". لا أنكر أن هذه العبارة جعلتني اختار أدواري بدقة وعناية فائقة، وأحافظ على مستواي الفني. ويكفي في تاريخي الفني أنني شاركت في آخر أفلامها، أنا التي لم تكن تحلم أساساً بالجلوس إلى جوارها. هي بالنسبة إليَّ المثل الأعلى للفنانة الشاملة. نبيلة عبيد: كانت متفائلة الفنانة نبيلة عبيد التي أمضت نحو 10 أيام مع سعاد حسني قبل رحيلها بأسابيع، قالت: عندما التقيتها كانت متفائلة بالشفاء، وكنت اتوقع عودتها، وقد نصحتني بممارسة الرياضة والاهتمام بصحتي. لكن إرادة الله شاءت أن تعود سعاد الى الوطن بلا روح. برحيلها نفقد أجمل وجه في التاريخ السينمائي المصري. وكل السينمائيين يعلمون أن الكاميرا كانت تعشق وجهها. وعلى رغم رحيلها، ستكون أعمالها معنا دائماً لامعة من خلالها... وستبقى حاضرة في قلوب الأجيال.