بدأ العمل على تصميم نظام «توبول أم» Topol-M الصاروخي السيار عام 1977. وبدأ التسلح بهذا النظام عام 1988. وبلغ عدد الصواريخ التي صنعتها روسيا لحد الآن من هذا النظام 369. ويبلغ مداه نحو 11 الف كيلومتر، وتصل القدرة التدميرية لرأسه الحربي إلى ما يعادل أكثر من نصف ميلون طن من مادة «تي أن تي». ويتميز بالمناورة السريعة، وبقدرته على اختراق صفوف كاملة من الدفاعات المنسقة المضادة للصواريخ، ما يعتبر عاملاً من عوامل المحافظة على القدرة المطلوبة لقوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية. يبلغ طول هذا الصاروخ 22,7 متر، وقطره 186 سنتيمتراً. ووزنه عند الانطلاق يزيد على 47 طناً. ويقدر على حمل رأس متفجر يزيد وزنه على 1,2 طن. ويعمل بالوقود الصلب الثلاثي المراحل. وزودت روسيا الصاروخ برؤوس نووية منفصلة، قادرة على الانشطار. ويورد موقع «غلوبال سكيورتي.أورغ» Global Security.org التابع للبنتاغون، أن «توبول أم»، القابل للتخزين تحت الأرض والذي يطلق من منصة متحركة، إضافة الى إمكان انطلاقه من محطات ثابتة، يعتبر ركيزة الدفاع الاستراتيجي الروسي في القرن 21. ويشير الى أن «معهد موسكو للهندسة الحرارية» ينفرد بالقدرة على بناء ذلك الصاروخ، الذي يعتبر أول سلاح استراتيجي من نوعه لم تشارك في صنعه أوكرانيا أو دول الاتحاد السوفياتي السابق. ويعيد الى الذاكرة أن موسكو اختبرته فعلياً في 20 كانون الأول (ديسمبر) 1994، كما اختبرت أجهزة طيرانه في 1995. ويذكّر بنجاح تجارب طيرانه كافة، وأن نقص التمويل حال دون الانتاج الموسّع له. ويشير على نحو خاص الى نجاح التجربة الرابعة لطيرانه، حين أُطلق من موقع اختبار للأسلحة الصاروخية تابع ل «القوات الباليستية الاستراتيجية»، شمال موسكو. وفي عام 1999، نجح صاروخ «توبول أم» في الانطلاق من ذلك الموقع، ليحط في موقع اختبارات مماثل في «كورا» في خليج «كامشتكا» القريب من اليابان، قاطعاً مسافة تقارب 8000 كيلومتر. وكرّر الصاروخ الرحلة عينها في 10 شباط (فبراير) 2000. وفي خريف ذلك العام، اجتاز الصاروخ التجربة الثانية عشرة، إذ انطلق من موقع القوات الباليستية في شمال موسكو ليصيب هدفاً في القطب الشمالي، مع ملاحظة أنه أطلق من منصة متحركة وقطع 4 آلاف كيلومتر. وفي عام 2005، أعلن معهد دولي متخصّص في دراسات الأسلحة الاستراتيجية، أن روسيا تمتلك 496 صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، منها 270 صاروخاً من نوع «آر أس 12- أم توبول»، موضوعة على منصات متحركة. وفي عام 2006، صرح الكولونيل نيكولاي سولوفستوف، رئيس القوات الصاروخية الاستراتيجية الروسية، بأن بلاده شرعت في تجديد صاروخ «توبول أم» (من نوع «أس أس- 27») بحيث يستبدل الرأس الذي يحمل سلاحاً وحيداً، برأس متعدد المراحل، ما يعني قدرته على حمل أكثر من قنبلة ذرية. ويتوقّع موقع «غلوبال سكيورتي.أورغ» ألا تمتلك القوات الروسية، في حال نجاح التوصل الى معاهدة مع الولاياتالمتحدة تتضمن خفضاً متبادلاً للأسلحة الاستراتيجية، سوى 313 صاروخاً بالستياً عابراً للقارات، منها 159 صاروخاً من نوع «توبول أم» يمكن إطلاقها من منصات متحركة.