تحولت انتخابات نقابة الصحافيين المصريين من المنافسة على منصب النقيب الى مواجهة مع محاولات سحب اختصاص النقابة في تأديب الصحافيين المخالفين واحالة قضاياهم على جهة ادارية حكومية. ويتوجه الثلثاء المقبل نحو اربعة آلاف صحافي الى صناديق الاقتراع لاختيار نقيب جديد لدورة مدتها عامان، ويتنافس على المنصب النقيب الحالي ابراهيم نافع في مواجهة سبعة مرشحين ابرزهم رئيس تحرير صحيفة الشعب الممنوعة من الصدور مجدي أحمد حسين. وكان كبار الكتاب ورؤساء تحرير صحف طالبوا بإحالة اختصاص تأديب المخالفين من النقابة الى المجلس الأعلى للصحافة وهو جهة ادارية حكومية، مما اعتبر محاولات لاستثمار مناخ أزمة صحيفة "النبأ" في تقليص استقلال النقابة وصلاحياتها. نافع يحذر وهدد النقيب الحالي بالاعتصام والاستقالة في حال فرض تعديلات على قانون النقابة. وهو وجه برقية الى الرئيس حسني مبارك اعرب فيها عن الامل ب"اتخاذ خطوات اوسع تعزز الحرية المسؤولة للصحافة وتدعم دور النقابة في ولايتها على اعضائها". يذكر أن بعض الآراء اعتبرت النقابة مسؤولة عن تجاوزات "النبأ" لعدم تبنيها تدابير عقابية ضد صحافييها طوال السنوات الماضية، لكن النقابة اكدت انها حققت مع المخالفين قبل الأزمة الأخيرة وانها فصلت رئيس تحرير الصحيفة ممدوح مهران من عضويتها عندما توافرت لديها عناصر الادانة. وأعرب نافع في جولاته الانتخابية عن خشيته من محاولة بعض "القوى المعادية للحريات الصحافية" استثمار المناخ القائم بعد الممارسات الخاطئة لصحيفة "النبأ" في الضغط لادخال تعديلات قانونية تقلل من استقلال النقابة وتفرض قيوداً على الحريات الصحافية. تحركات انتخابية وعلى صعيد التحركات الانتخابية بدا ان ترشيح مجدي حسين الامين العام لحزب العمل المتحالف سياسياً مع جماعة "الاخوان المسلمين" اثار انقساماً في صفوف الجماعة التي قررت منح كل عضو فيها حرية التصويت. مما يشير الى خسارة حسين كتلة تمثل نحو عشرة في المئة من الناخبين في النقابة. وكان حسين شن هجوماً عنيفاً على نافع واتهمه بتجاهل الازمة التي يمر فيها الصحافيون، وقال ان "نقيب الصحافيين لا يريد الاعتراف بالهزيمة التي لحقت بنا والتي تمثلت في حبس صحافيي الشعب واغلاق جريدتهم ودخول النقابة في ازمة يعجز عن مواجهتها".