قال وزير الخارجية الأميركي كولن باول إن ما يحمله معه في جولته على المنطقة "هو خطة ميتشل وليس أي اقتراحات جديدة أو أي خطط سياسية جديدة". وأضاف في لقاء سريع مع الصحافة في الأممالمتحدة "لدينا خطة لمعالجة الوضع بكامله: وقف النار، مرحلة تبريد، اجراءات بناء الثقة فصّلها السناتور ميتشل... وكل هذا يؤدي إلى مفاوضات على مسار جديد". وتابع باول: "اننا الآن نركز على خطة عمل جورج تينيت التي نأمل أن تحسّن التنسيق الأمني وتهدئ الأمور إلى درجة اتفاق الطرفين على إعلان بدء مرحلة التبريد الواردة في خطة ميتشل". وأكد باول "انني متشوق لبدء تنفيذ خطة ميتشل. إنما هذا تحركه الأحداث على الأرض وليس بمجرد برنامج زمني". مشكلة لائحة السلع للعراق وفيما يخص موضوع العراق، قال باول ان القرار الذي تبناه مجلس الأمن قبل حوالى شهر "مهم لأنه جمع كل أعضاء مجلس الأمن في اتفاق سياسي بأن على العراق أن ينفذ التزاماته بموجب كل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة خصوصاً 1284". وأشار إلى "الصعوبات" القائمة أمام حل المشاكل التقنية المتعلقة بلائحة السلع ذات الاستخدام المزدوج لغايات مدنية وعسكرية. وقال: "هذا أصبح مشكلة يعمل الجميع على معالجتها. سنرى إلى أي مدى سنصل في ما يخص مشروع القرار والمشاكل القائمة هذا الأسبوع". وأضاف: "إذا لم نتمكن من التوصل إلى مشروع قرار بحلول الثلثاء المقبل، تاريخ 3 تموز يوليو، سيكون علينا النظر في ما نفعله وكيف نمدد الوضع الراهن ولأي فترة". عشية زيارة واشنطن ويستكمل اليوم رئيس وزراء اسرائيل آرييل شارون حملته لاقناع الادارة الاميركية بضرورة تشديد الضغط على السلطة الفسطينية من اجل اعتقال عدد كبير من الناشطين في الانتفاضة ووقف كل العمليات الفلسطينية ووضع جدول زمني لذلك قبل البدء بأي خطوات لتعزيز الثقة او التحضير لاستئناف العملية التفاوضية، وإلا يصبح شارون بعد انتهاء هذه المهلة متحرراً من التمني الاميركي عليه بضبط النفس واعطاء الجهود الاميركية فرصة لتثبيت وقف النار. وذكرت مصادر ديبلوماسية ان شارون سيكرر للادارة الاميركية تصوره بأن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هو المسؤول عن استمرار العنف وانه يريد تحقيق مكاسب سياسية من خلال اتباع هذا الطريق. وعلى رغم ان زيارة شارون الاولى لواشنطن ساهمت في تبني الادارة الاميركية موقف متشدد حيال عرفات وتحميله المسؤولية ورفض استقباله في البيت الابيض، الا ان الادارة لا ترغب في تبني هذا التوجه حالياً، ما يثير التساؤل عن النتائج المحتملة لزيارة شارون الثانية، خصوصاً انه آت لحصد "ثمار" ضبط النفس الذي اتبعه في الاسابيع الثلاثة الاخيرة. وعلى الصعيد السياسي أكدت مصادر ديبلوماسية مطلعة على التفكير الاسرائيلي ان شارون يريد أن يفرض اقتناعاً لدى الادارة الاميركية بأن عرفات يريد ان يورطها بالتدخل قبل ان يعود فيتشدد في مرحلة مقبلة كما فعل مع الادارة السابقة. كما ان اسرائيل لا تريد ان تتخذ واشنطن موقفاً واضحاً من المستوطنات يضعها في حال تصادم معها، اضافة الى رفض اسرائيل ان تقوم واشنطن في هذه المرحلة باعطاء أي ثمن سياسي او معنوي لعرفات قبل ان يضبط الوضع في المناطق الفلسطينية. وذكرت مصادر اميركية ان الادارة الاميركية ستشيد بشارون لممارسته ضبط النفس وعدم الرد على العمليات الاخيرة، لتشجيعه على الاستمرار في هذه السياسة، ريثما تقنع واشنطن السلطة الفلسطينية بأن لا خيار لديها سوى "وقف شامل لأعمال العنف" قبل معرفة مصير المفاوضات وما يمكن ان ينتج عنها. خطة شارون لم تتغير وفي القدسالمحتلة رأى مراقبون ان شارون وظّف زيارته لواشنطن ضمن استراتيجية واضحة تسعى من جهة الى "تجنب استئناف المفاوضات والتشديد على الجانب الامني والوقف التام لاطلاق النار"، ومن جهة اخرى الى "نزع الشرعية عن القيادة الفلسطينية من خلال ابتلاع ما تبقى من الارض واجبار الفلسطينيين على تفجير الوضع لتبرير شن هجوم عسكري واسع للقضاء على السلطة". وفي الوقت نفسه، يكون شارون قد نفذ المخططات الاستيطانية وعمليات الفصل بين الاراضي الفلسطينية والمستوطنات، وتحويل المناطق الفلسطينية الى كانتونات ل "سكان" يعيشون في "ارض اسرائيل الكبرى". وفي هذا السياق، صادر الجيش مزيداً من الاراضي في قضاء طولكرم حيث شرع ببناء جدار امني متطور على طول خمسة كيلومترات للفصل بين بلدة الشويكة وبين المستوطنات. كذلك صادر اراضي تابعة لمدينة رفح جنوب قطاع غزة وسيّجها بالاسلاك الشائكة لضمها الى مستوطنة "موارغ". في المقابل تمسك الفلسطينيون امس بضرورة استئناف المفاوضات. وقال مسؤولون انهم اقترحوا خطة من ست خطوات لتنفيذ المقترحات الاميركية لانهاء التوتر، وذلك في وثيقة قدمت الى المبعوث الاميركي وليام بيرنز اول من امس. وتدمج الوثيقة الفلسطينية توصيات "لجنة ميتشل" و"خطة تينيت". وطالب الفلسطينيون بأن تنفذ اسرائيل في غضون ستة اسابيع تجميداً للنشاط الاستيطاني حسب تقرير ميتشل،