أضيء أمس شعار الحملة العالمية ضد الإيدز باللون الاحمر، على واجهة المبنى الزجاج الشهير لمقر الأممالمتحدة في نيويورك. ويستضيف المبنى أعمال أول قمة من نوعها عن المرض، تحت شعار "لنوقف الإيدز في العالم". ودعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الى المؤتمر ممثلين عن الدول ورجال أعمال من شركات عملاقة، بهدف جمع نحو تسعة بلايين دولار ضرورية لمكافحة هذا الوباء. راجع ص 8 و18 وشكك كثيرون في نجاح هذه القمة لقلة الموارد المخصصة لتحقيق اهدافها، لأن ما وصل من أموال إلى الصندوق الدولي لمكافحة الإيدز، لا يمثل حتى الآن سوى قسم ضئيل من المطلوب، ما يهدد بتحوّل المؤتمر فضيحة أخلاقية وسياسية. ولاحت نذر هذا الاحتمال في تظاهرة احتجاج شهدتها نيويورك عشية المؤتمر ونظمتها جهات مهتمة بتمثيل وجهة نظر المرضى، خصوصاً الدول الافريقية الفقيرة التي تضم القسم الاكبر من 36 مليون مصاب بهذا المرض في العالم. ولأن هذه الدول تعاني عبء ديونها الضخمة للدول المتقدمة، حرصت التظاهرة على المطالبة بتخفيف مديونية العالم الثالث، كجزء من جهود مكافحة الإيدز. وسار آلاف المتظاهرين تحت رذاذ المطر، ساخرين من "المبادرة الشكلية" لإدارة الرئيس جورج بوش التي قدمت مبلغاً زهيداً الى جهود المكافحة الدولية لا يتجاوز ال200 مليون دولار المبلغ، الأمر الذي رأى المنتقدون انه يعادل ثمن سبع طائرات هليكوبتر. وتساءل المتظاهرون، وبعضهم كان على كرسي نقال: "هل حصد الأرواح أقرب إلى قلب بوش من محاولة الحفاظ عليها؟". واشاروا الى المفارقة المؤلمة المتمثلة في ان دول جنوب الصحراء الكبرى تدفع كل اسبوع المبلغ نفسه 200 مليون دولار لتسديد مديونيتها البالغة 5،13 بليون دولار! وفي خضم التظاهرة، أعلنت الناشطة في مكافحة الإيدز بولا زييت، أن العالم المتقدم مطالب بموقف اكثر عدالة من المرض الذي يعانيه سكان العالم الثالث ذوو القدرات المحدودة اكثر من سواهم. ورأت زييت ان التملص من المسؤولية عبر جهود قاصرة وشكلية، كما تفعل إدارة الرئيس بوش، يعني ممارسة نظام تفرقة عنصرية حيال مرضى الإيدز.