عرقل متظاهرون أمس، أعمال المؤتمر العالمي للإيدز المنعقد في العاصمة التايلندية، معبرين عن احتجاجهم على مواقف سياسيين غربيين وشركات صناعة الأدوية ومطالبين بتأمين أدوية رخيصة الثمن للمرضى وبمزيد من الأموال لمواجهة الوباء. ووجه المتظاهرون انتقادات لاذعة لوزير فرنسي.. كما أوقفوا كلمة لرئيس شركة الأدوية العملاقة "بفايزر" بينما عبروا بانفعال شديد عن غضبهم وسط شكاوى من أن نقص الأموال يعرقل جهود مواجهة الوباء الذي يهدد العديد من دول العالم. وكانت شركات صناعة الأدوية العملاقة هدفا رئيسيا للمتظاهرين الذين يقولون ان اكثر الدول المتضررة في منطقة جنوب الصحراء في أفريقيا ودول نامية أخرى لا تستطيع الحصول على الأدوية التي سمحت تلك الشركات بانتاجها لمكافحة خلايا الحمض النووي (دي ان اي) المصابة. وبامكان تلك الادوية تخفيض الوفيات الناجمة عن الايدز بشكل كبير.. وبينما كان هانك ماكينيل الرئيس التنفيذي لشركة "بفايزر" يستعد لالقاء كلمته، قامت مجموعة من ثلاثين ناشطا باجتياح القاعة الرئيسية لاجتماعات المؤتمر العالمي الخامس عشر للايدز الذي يعقد تحت شعار "تأمين العلاج للجميع".. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "حقوق المريض وليس حقوق الاختراعات المسجلة"، بينما كانوا يهتفون"اطلقوا سراح الناس ومزقوا البراءات" وتمكنت المجموعة من عرقلة سير الاجتماع لعدة دقائق، وقال بونيام ونغجايكام احد الناشطين التايلانديين الذي سمح له بمخاطبة نحو 200 من المجتمعين ان "الادوية باهظة الثمن تحول دون تأمين العلاج للجميع".. وأضاف ونغجايكام وهو عضو في جمعية تايلاندية للمصابين بمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) "نحن بحاجة لادوية رخيصة الثمن". وتقوم شركات بانتاج ادوية مكافحة الوباء تحت اسماء تجارية اخرى وبيعها باسعار تقل عن تلك التي تحددها الشركات العملاقة. ويقول ناشطون في مكافحة الايدز ان ذلك ساهم في خفض كلفة علاج المرض في الدول النامية التي تراوحت قبل عامين من ما بين عشرة الاف دولار و12 الف دولار للفرد الى عدة مئات من الدولارات. ووجه اعضاء من الجمعية الفرنسية "اكت اب" في وقت سابق انتقادات لاذعة لوزير التنمية والتعاون الفرنسي كزافييه داركو مؤكدين انهم ينوون اتخاذ "اجراءات" مشابهة. وكان داركو على وشك ان يلقى كلمة نيابة عن الرئيس الفرنسي جاك شيراك، عندما ترك نحو عشرة من المحتجين اماكنهم في القاعة ووقفوا في مواجهة المنصة وهم يرفعون لافتة كتبت عليها عبارة "على الدول الثماني ان تدفع". وبدا الوزير الفرنسي هادئا بينما هتف المحتجون باللغة الفرنسية "عشرة الاف وفاة يوميا بسبب الايدز وداركو يريد المزيد". وبعد نحو عشر دقائق من الاحتجاج السلمي، تفرق المحتجون وغادروا القاعة وتمكن داركو من القاء كلمة فرنسا. ودعا شيراك في كلمته الى تقديم ثلاثة مليارات دولار سنويا للصندوق العالمي للايدز والسل والملاريا، مؤكدا ضرورة "تقاسم ذلك الجهد بين اوروبا والولاياتالمتحدة والدول المانحة الاخرى". واستغلت الهيئات التي تقود حملات لمكافحة الايدز مرارا المؤتمر المنعقد في العاصمة التايلندية للدعوة الى مزيد من الاموال لمواجهة الخطر الذي اودى بحياة اكثر من عشرين مليون شخص حتى الآن. ويقدر عدد ايجابيي المصل في العالم بنحو 38 مليون شخص بينما حذرت الاممالمتحدة من انفجار في عدد الحالات في اسيا واوروبا الشرقية ما لم يتم اتخاذ اجراءات فورية.. وسجل العام الماضي اكبر عدد من الاصابات في سنة واحدة، بلغ نحو خمسة ملايين حالة. وتفيد تقديرات الاممالمتحدة بان هناك حاجة لنحو عشرين مليار دولار سنويا حتى عام 2007، بسبب الخطر المتنامي لوباء الايدز، واصبحت الولاياتالمتحدة اكبر مساهم في جهود مكافحة الوباء بتعهد الرئيس جورج دبليو بوش تقديم 15 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة. إحدى المحتجات تطلق صيحاتها ضد المؤتمر