فاقمت وزارة العدل الاميركية الأزمة بين واشنطنوطهران عندما اتهمت مسؤولين ايرانيين بالتورط في انفجار الخبر في السعودية عام 1996 الذي أدى الى مقتل 19 جندياً اميركياً وجرح حوالى 400 آخرين، وتعرض التفاؤل بإمكان حدوث تطور في العلاقات بين العاصمتين على المدى المنظور الى ضربة قاصمة بعدما صادقت لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الاميركي على تمديد الحظر على ايران خمس سنوات. ويؤكد مراقبون ان الخطوتين الاميركيتين قد تؤديان الى مزيد من التدهور في العلاقات المتوترة اصلا بين واشنطنوطهران منذ قطعها في 1980 اثر عملية احتجاز الرهائن في السفارة الاميركية في العاصمة الايرانية. واشنطن - رويترز - أفاد محللون وديبلوماسيون في واشنطن أن الاتهامات التي وجهتها وزارة العدل الاميركية الخميس الماضي الى مسؤولين ايرانيين بالضلوع في انفجار الخبر في السعودية سيكون لها تأثير محدود، في المدى البعيد، على العلاقات الثنائية بين الولاياتالمتحدةوايران. واضافوا ان مكتب التحقيقات الاتحادي الاميركي لم يجافِ الحقيقة عندما قال ان "الاعتبارات الديبلوماسية" لم تلعب دوراً في صوغ قرار الاتهام الذي حدد اسماء 13 سعودياً ولبناني واحد ولم يذكر اسماء ايرانيين. وأرسلت الولاياتالمتحدة، من الناحية النظرية، اكثر من رسالة عندما اعلنت قرار الاتهام ضد 14 شخصاً في تفجير مجمع الخبر السكني العسكري في المنطقة الشرقية في السعودية في 1996. وقال جون اشكروفت وزير العدل الاميركي عند اعلان قرار الاتهام ان القرار "يشرح كيف أوحت عناصر في الحكومة الايرانية لاعضاء من حزب الله السعودي" المتورط في اعداد الشاحنة الملغومة التي اطاحت بواجهة مبنى مكون من ثمان طوابق، إضافة الى "دعمهم والاشراف عليهم". وربما تكون ادارة الرئيس جورج بوش تريد ان تقول لايران، عبر إعلان العلاقة الايرانية بالانفجار، ان موقفها لن يلين حيال ما تصفه بأنه دعم "للارهاب الدولي". وربما تترك ادارة بوش الباب مفتوحاً أمام التقارب الذي سعى اليه بشدة الرئيس السابق بيل كلينتون من خلال عدم ذكر اسم ايراني واحد مشتبه فيه في التفجير. وقالت شيرين هنتر، الخبيرة في الشؤون الايرانية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، انها تشك في ان يكون مكتب التحقيقات الاتحادي عدل قرار الاتهام ليتناسب مع السياسة الخارجية. وأضافت "سيكون من الصعب للغاية ان نحاول انتزاع اي شيء على هذا النحو سواء كان يتعلق بايران او بشخص" وقال ديبلوماسي مطلع على القضية ان تدخل وزارة الخارجية الاميركية لم يكن موضع شك، وان قرار الاتهام كان سيصدر كما هو متوقع. وهناك عاملان في ما يتعلق بتوقيت توجيه الاتهام: الأول، مجموعة من القيود ستجعل من المستحيل توجيه الاتهام في الاسبوع المقبل، والثاني ان مدير مكتب التحقيقات الاتحادي لويس فريه صاحب المصلحة الشخصية في القضية ترك العمل الحكومي أول من امس. ورفضت ايران كما كان متوقعاً الاتهامات باعتبارها "لا اساس لها" كما فعلت خلال التحقيق. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد رضا آصفي ان الاتهامات اظهرت خضوع واشنطن لجماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل. وذكرت الاذاعة الايرانية ان الاتهامات تعبر عن "العداء الاميركي المستمر لطهران"، وهذا يعبر عن معارضة طهران محاولات واشنطن المتكررة الانفتاح على مدى الاعوام الثلاثة الماضية. وذهبت ايران الى حد التلويح بأنها ستبدأ "اجراءات قضائية" ضد واشنطن. واكد آصفي في هذا الصدد ان "بلاده تحتفظ بحق اتخاذ خطوات قانونية وقضائية صونا لمصالحها". ويدعم قرار الاتهام القوى المعارضة للمصالحة بين ايرانوالولاياتالمتحدة اللتين انقطعت علاقاتهما منذ اكثر من 20 عاماً بعد الثورة الاسلامية ضد الشاه وتعرض التفاؤل بامكان حدوث تطور في العلاقات بين البلدين على المدى المنظور الى ضربة قاصمة بعدما صادقت لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الاميركي على تمديد الحظر على ايران لخمس سنوات. ويتوقع ان يوافق مجلس النواب الكونغرس، بتأييد قوي من اعضاء جماعات الضغط المؤيدة لاسرائيل، على تمديد العقوبات خمس سنوات مما يحد من الاستثمار الاجنبي في قطاع الطاقة الايراني، علماً أن ادارة بوش تسعى الى تمديد العقوبات عامين، لكن قرار الاتهام لن يساعدها في الدفاع عن موقفها. وتستهدف الاتهامات الاميركية بشكل غير مباشر المتشددين والعاملين في وزارة الاستخبارات الايرانية الذين يعارضون التيار الاصلاحي. وحدث التفجير قبل ان يتولى خاتمي منصبه في 1997 وقبل ان يقترح "حوار الحضارات". ورأت هنتر ان "هذا عنصر آخر من الماضي التعس لايران الثورية. فالافعال السيئة في الماضي تلاحقهم، وعلى خاتمي الذي لا شأن له بهذه الامور ان يتعامل معها". واضافت "ان مجيء ادارة بوش في كانون الثاني يناير الماضي لم يذلل اياً من العقبات امام علاقات افضل بين طهرانوواشنطن التي لم تتغير منذ التوقعات التي اثارها تقلد خاتمي منصبه". وقالت: "اذا كان لادارة بوش ان تفعل شيئاً عليها ان تتراجع لانها ستتهم بالانقياد لمصالحها النفطية" واضافت "لا اتوقع حدوث اي انفراج، كما ان تدهور الأوضاع في الصراع العربي - الاسرائيلي لن يساعد في تهيئة الاجواء".