بعدما كثر الحديث عن تبادل الرسائل بين الحكومة الإيرانية والإدارة الأميركية خرج الطرفان عن صمتهما واعترفا بوجود هذا التبادل بطرق غير مباشرة. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن صحيفة "ابرار" الايرانية امس ان الرئيس بيل كلينتون طلب اخيراً من القادة الايرانيين تسليم ستة اشخاص تشتبه واشنطن في تورطهم بانفجار الخُبر عام 1996. وتابعت الصحيفة ان ايران نفت في ردها انها تؤوي مشبوهين، وطلبت تسليم قائد السفينة الأميركية "فينسن" الذي أسقط طائرة ركاب ايرانية فوق الخليج عام 1988، مما اوقع 290 قتيلاً. وحذرت وزارة الخارجية الاميركية ليل الثلثاء الأميركيين من السفر الى ايران، منبهة الى "مضايقات" للأجانب في هذا البلد على ايدي "مجموعات المتشددين". وجاء في بيان للوزارة ان "التهديد" الذي يتعرض له الأميركيون في ايران زاد منذ الاضطرابات في طهران في تموز يوليو الماضي. واضافت الوزارة: "كانت هناك اتهامات بأن الولاياتالمتحدة مسؤولة عن هذه التظاهرات، وقبل ذلك ومنذ ذلك الحين واجه بعض المسافرين الأميركيين مضايقات من مجموعات المتشددين". واشارت الى ان الحكومة الأميركية لا ترتبط مع ايران بعلاقات ديبلوماسية او قنصلية و"هناك ادلة على ان العداء للولايات المتحدة مازال قائماً في بعض قطاعات المجتمع الايراني، ولدى بعض عناصر الحكومة الايرانية". وأشار الناطق باسم الخارجية جيمس روبن ليل الثلثاء الى رسالة كلينتون، مؤكداً تبادل الرسائل مع طهران. ولم يكشف فحوى الرسالة الأخيرة، لكنه أعرب عن ارتياح الإدارة الى عملية التبادل، لافتاً الى اساليب عدة للإتصال بالإيرانيين. وفضلاً عن الإتصال عبر سفارة سويسرا في طهران بصفتها راعية للمصالح الأميركية في ايران اشار روبن إلى طرق اخرى وسيطة يتولاها ديبلوماسيون. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي ان "تبادل مثل هذه الرسائل غير الموقعة بين البلدين ليس امراً جديداً، فهما ينقلان دائماً وجهة نظرهما عبر الرسائل أو مذكرة رسمية، وكان الأميركيون بعثوا برسائل عبر قنوات معينة، وردت الجمهورية الاسلامية من موقع القوة والإقتدار، وبكل صراحة وحزم". وبدا واضحاً ان الخارجية الإيرانية ارادت أن تطمئن المحافظين والذين ينظرون بعين الريبة والرفض لأي اتصال بواشنطن. وكانت صحيفة "جبهة" لسان حال "انصار حزب الله" افادت في عددها الأخير أن سلطنة عمان تولت نقل رسالة اميركية الى الرئيس محمد خاتمي تتضمن تهديداً، مشيرة الى ان الرئيس الايراني ارسل رداً شديد اللهجة. وربط بعض الأوساط المطلعة بين نبأ الرسالة الأميركية واستدعاء واشنطن الباحثين والطلاب الأميركيين الذين كانوا يتلقون دورة في اللغة الفارسية في طهران، وذلك خشية رد فعل المتشددين. وفي واشنطن اكد مسؤول اميركي ان الرئيس بيل كلينتون بعث خلال الاسابيع القليلة الماضية برسالة الى الرئيس الايراني لكنه رفض الكشف عن تفاصيلها، او مضمونها او طريقة ايصالها الى طهران. وقال مسؤول في مجلس الامن القومي ان المعلومات عن الرسالة صحيحة، موضحاً: "اننا نتصل مع الايرانيين بين الحين والآخر"، لكنه رفض ان يؤكد او ينفي المعلومات التي افادت بأن الرسالة تتعلق بطلب تسليم شخصين يشتبه بأنهما متورطان في حادث التفجير في الخبر عام 1996. وقال: "لن ندخل في التفاصيل ولا ندخل عادة في تفاصيل المراسلات الرئاسية". وكان الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبن اكد بدوره صحة المعلومات الايرانية المتعلقة برسالة الرئيس كلينتون الى الرئيس خاتمي، وقال: "استطيع ان اؤكد حدوث مراسلات على مستوى رفيع ولا استطيع الدخول في تفاصيل ارسالها او مضمونها". واشار روبن الى ان الادارة علمت بأن الاكاديميين الاميركيين عددهم 13 قطعوا زيارتهم لايران في 28 آب اغسطس الماضي، لكنه رفض ايضاً الدخول في تفاصيل اسباب دعوتهم الى قطع الزيارة، بينما تردد انه قد تكون هناك علاقة بين عودة الاكاديميين الاميركيين ورسالة الرئيس كلينتون.