الجزائر - "الحياة" - تعرض معطوب الوناس في 1994 لعملية خطف خلال وجوده في حانة "الطاحونة القديمة" في قرية تاخوخت في ولاية تيزي وزو مئة كلم شرق العاصمة. وبعد أسبوعين أُطلق، وغادر الجزائر الى باريس حيث أن خاطفيه عناصر من الجماعة الإسلامية المسلحة. بعد سبع سنوات من تلك الحادثة تنشر "الحياة" مضمون إحدى الجلسات "غير العادية" بين الفنان البربري ومحدّثيه من عناصر "الجماعة المسلحة" الذين حاولوا معرفة مواقفه واستقطابه. تبدأ الجلسة بكلام لأحد الخاطفين: × خلال أحداث الثمانينات، طعنت السلطة في كرامة المواطنين وشرف الطلبة الذين كانوا يطالبون فقط بحقهم في لغتهم تمازيغت. انت، معطوب الوناس، جُرحت بالرصاص خلال أحداث 88. وعلى رغم نضالكم، السلطة حتى الآن لم تستجب مطالبكم الشرعية. حالياً سعيد سعدي وفرحات مهني هم مع السلطة بمناداتهم الشعب لينتظم ويقاتل المجاهدين الذين يسمونهم إرهابيين. السلطة تسمح لهم وتساعدهم قي تنظيم مسيرات وتشكيل مجموعات صغيرة خائنة للوقوف في وجه المجاهدين. - معطوب: بالنسبة لي هذه سياسة السلطة في الحقيقة. لم تغيّر نظرتها للقبائل. السلطة هي عدوي وأنا عدو السلطة. أتكلم باسمي الشخصي ولست منتسباً لأي حزب نضالي ... × الخاطفون: سعدي وفرحات مهني، بتشجيع من السلطة، يحاولون استغلال الحركة الثقافية البربرية وبالتالي فانتم معنيون. - معطوب: إذا كان من أجل تمازيغت فسنواصل نضالنا، واُلقي نداء لإخواني لأقول لهم ان عدوهم هو السلطة، ولا يجب علينا أن نخلق أعداء آخرين. × الخاطفون: شكراً أخ الوناس. - معطوب: تذكروا أحداث ثمانين. السلطة سجنتنا، ولم تحسن معاملتنا. اليوم عدونا واحد. فبالتالي لا يجب ان نُحرج بعضنا بعضاً. إخواني الأعزاء: هؤلاء المجاهدون يناضلون من أجل قضية عادلة. إنهم إخواننا. فكّروا جيداً ... وأوجه نداء الى التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية والى جبهة القوى الاشتراكية ورؤساء الأحزاب ليتركوا الحركة الثقافية البربرية وشأنها. ففي ما يخص السياسة فما لهم إلا أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه مناضليهم. × الخاطفون: بعد اختطافكم كنتم حاضرين مع مجاهدينا. فما رأيك فيهم؟ - معطوب: لقد تم خطفي في تاخوخت من طرف جماعة من الشباب المسلحين. كنت خائفا، لأنني كنت أجهل مصيري. أخيراً عوملت بصفة حسنة. هؤلاء الشباب يتمتعون بتربية كاملة وسيرة مثالية. إذا كان هؤلاء الناس الذين نسمهيم إرهابيين، أقول هذا خطأ. أحب أن يكون لي أطفال مثلهم. × الخاطفون: الناس يقولون أننا مجرمون وقتلة، لكننا نقتل من ينتمون الى السلطة. أعداؤنا الخونة قبل أن تكونوا معنا. ماذا كان رأيكم في المجاهدين وماذا كان يكتب في الصحافة؟ - معطوب: أقول أنها دعاية وقد صدقت في ما سبق. الآن أعاين بأعيني وأقول أنه العكس تماماً. أنتم ناس صادقون. × الخاطفون: كنتم توجهون نداء الى الشعب ليتركوننا وشأننا، لأننا لا نخاف من أحد، لا من السلطة بطائراتها ودباباتها، لا من العرب ولا من القبائل. أما بالنسبة الينا، نحن المجاهدين، فسنعطي تعليمات لكي لا يُمس أي كان في القرى. لكن على هؤلاء القرويين أن يكونوا عقلاء. ففي مرات عديدة تلقى مجاهدونا هجمات بطلقات نارية من قرويين. نقول لهم أن السلطة بمظلييها وسلاحها لم تستطع أن تصلنا ... قولوا للشعب أننا لا نريد استعمال طرق السلطة المتعفنة، نحن نعرف معنى الكرامة والشرف، ولهذه الأسباب أصبحنا مجاهدين. - معطوب: عند مرور المجاهدين في قرانا حاولوا مساعدة الشعب بقدر المستطاع ... × الخاطفون: معظم المغنيين القبائليين يغنون ضد الإسلام، وأنتم من بينهم. فما هو جوابكم؟ - معطوب: غنيت ضد الأولياء الذين غيّروا من طبيعة الإسلام لخداع المجتمع. بالنسبة الى الإسلام فأجدادنا إعتنقوه منذ 14 قرناً. أنا لست ملتزماً لكن سأكون كذلك إن شاء الله يوماً ماً. × الخاطفون: أليس بينكم إتفاق، أنتم المغنيين، لنزع الصدقية عن الإسلام؟ - معطوب: لم أتفق مع أحد. أنا شخصياً لا أغني ضد الإسلام. × الخاطفين: نتيجة أغنياتكم حدث في وسط الشباب القبائلي تدهور للأخلاق، المخدرات، الإختلاط والحقد على الإسلام. - معطوب: أنا لم أحس بهذا الانحراف للشباب، لكن إذا كنت مسؤولاً عن هذه الحالة فأنا مستعد للإصلاح. أنا بطبعي لا أفعل إلا الخير. أنا من عائلة حسنة أنا ضد الدعارة والمخدرات والكحول. × الخاطفون: اشرحوا لنا كيف سايرتم دعاية السلطة والصحافة لأنكم في أغنياتكم وتصريحاتكم تنتقدون الإسلام؟ - معطوب: أغنياتي أُوّلت بطريقة غير صحيحة. في الحقيقة أغنياتي تستهدف انتقاد السلطة وليس الإسلام. السلطة بدعايتها ووسائلها الإعلامية أثرت علينا جميعاً، وما زالت تسكتنا يذكر معطوب هنا مواضيع عدة لأغنياته. × الخاطفون: في حفلة لأختكم مليكة صعدت هي على المنصة وقالت: "لا جلباب، لا كتاب ولا سنة"! - معطوب: هذا كذب. أختي أبداً لم تقل مثل هذا الكلام. × الخاطفون: خلال تجمع بحضور سعدي الملحد صرّحت بأنك لست مجبراً على أن تكون مسلماً. - معطوب: نعم صرحت بهذا، لكن فيما بعد حضر أناس لرؤيتي وتحذيري أنني قمت بخطأ كبير. وحتى والدي لامني كثيراً. وهنا أدركت أنني أخطأت وأتأسف بصدق. × الخاطفون: هناك أناس أرغموك على قول ذلك التصريح؟ - معطوب: لا لم يرغمني أحد. فعلت ذلك عن جهل لأنني من مدرسة مفرنسة، ولم نجد أناس علماء لتوجيهنا نحو الطريق المستقيم. × الخاطفون: ما هي الحركة الثقافية البربرية؟ مؤسسوها وأهدافها؟ - معطوب: أنا من الحركة الثقافية البربرية التي هي حركة وطنية تطالب بتمازيغت لغة وطنية ورسمية. الآن إذا كان هناك استرجاع أو احتواء أو استعمال سياسي للحركة الثقافية البربرية فأنا أتبرأ. أنا فقط مناضل من أجل تمازيغت، وأنا ضد السلطة التي لا تريد أن تتخلى عن الحكم. × الخاطفون: الحركة الثقافية البربرية حركة لها قدرات تجنيدية للشعب، ولهذا تحاول التقرب منها الأحزاب السياسية وهي في معظم الأحيان تكون متناقضة التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، جبهة القوى الاشتراكية، حركة الباكس - حزب يساري حُل سنة 1998. في مسيرات الحركة الثقافية البربرية نرى لافتات حول تمازيغت وآخرى ضد الإرهاب والإسلام. وأنتم بأنفسكم شاركتم في هذه المسيرات وكنتم مع الخائن فرحات مهنى. - معطوب: أنا مع تمازيغت. أما في ما يخص السياسية فليس ميداني ولا أستطيع مراقبة جمهور من 200 ألف شخص.