اتهمت نشرة "السبيل" التي يصدرها "أنصار الجبهة الإسلامية للإنقاذ" في بريطانيافرنسا بأنها تريد "فرض دولة لائكية بربرية في الجزائر". وقالت النشرة، في عددها الصادر أمس والذي تلقت "الحياة" نسخة عنه تعليقاً على اغتيال المغني القبائلي البربري معطوب الوناس والردود الفرنسية عليه: "كشفت الأحداث الأخيرة، مرة أخرى، المؤامرة التي تحاك ضد الشعب الجزائري ومشروعه والتي يتم تدبير خيوطها في الخارج، وتقوم الأقلية اللائكية المتشبعة بالثقافة الفرنسية بتنفيذها في الجزائر. ويتبين ذلك التصريحات السريعة والمغرضة لكبار المسؤولين في الدولة الفرنسية وأقطاب الطبقة السياسية والمثقفين بعد مقتل المغني معطوب الوناس". وبعدما أشارت إلى "اننا لسنا من دعاة التصفيات الجسدية للمعارضين السياسيين"، أعربت عن الاعتقاد بأن الوناس "ينتمي إلى التيار المتعصب للبربرية الذي يريد فرض دولة لائكية على النهج الفرنسي في الجزائر. وهو من المعادين عقيدياً للمشروع الإسلامي، ومن دعاة استئصال الأحزاب الإسلامية. وموقفه من اللغة العربية موقف متعصب جداً، إذ لا يقف عند مطالبة اضافة اللغة الامازيغية البربرية إلى اللغة العربية كلغة رسمية، بل يطالب بإلغاء اللغة العربية نهائياً، واعتماد اللغة الفرنسية والامازيغية كلغتين رسميتين. كما يتنكر لكل القيم وتاريخ الحضارة العربية والإسلامية، مع السب والشتم لاعلام الحضارة الإسلامية كالصحابي الجليل عقبة بن نافع، كما وصف اللغة العربية أنها لغة غير مفيدة، لأنها لا تريد العلم والمعرفة". وأضافت: "ان تصريحات الفرنسيين من مسؤولين وسياسيين ونقابيين ومثقفين، لم تكتف بمجرد التنديد بالاغتيال، بل نصبت نفسها وصياً على الشعب الجزائري وتحدي مشاعره بإلقاء عبارات التنويه بالاقلية التي تريد فرض اللائكية على الجزائر. ووصف الإسلاميين بالظلاميين وغير المتحضرين. ولقد كانت تصريحات بعضهم تدعو إلى إثارة الضغائن والأحقاد بين الجزائريين عبر إثارة العصبية البربرية". وأشارت: "يتساءل المواطن الجزائري الذي يرى آلة الموت تحصد يومياً عشرات الأرواح من خيرة أبناء هذا الشعب. ما سر تدخل كبار المسؤولين في الدولة الفرنسية من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزارة الخارجية ووزير الداخلية ورئيس البرلمان ورؤساء الأحزاب في السلطة والمعارضة ونقابات العمال ... لا نكون مبالغين إذ قلنا إنه للمرة الأولى في تاريخ الدول والأمم يكون مقتل شخص يثير رد فعل بهذا الحجم من دولة أجنبية أكثر مما يكون في بلده. وعادة كان هذا الاهتمام البالغ من فرنسا لا يخصص إلا لأعز ابنائها. ولا شك ان معطوب الوناس خسارة كبيرة لفرنسا لنضاله المستميت من أجل ترسيخ الثقافة والنهج الفرنسيين في الجزائر".