كشفت مصادر عسكرية أميركية أن الخطوات الاحترازية التي تتخذها الولاياتالمتحدة تأتي تحسباً لتحضير مجموعات تابعة لأسامة بن لادن "عمليات ارهابية" تستهدف الوجود الأميركي ليس في منطقة الخليج فحسب، بل كذلك في افريقيا وعدد من الدول الآسيوية. وكان الاسطول الخامس الأميركي في الخليج وضع في حال تأهب قصوى. وأفادت مصادر رسمية أميركية ان محور التهديدات المحتملة معلومات عن استطلاع مجموعات تابعة لابن لادن أهدافاً أميركية تشمل مواقع عسكرية وسفارات في عدد من الدول الخليجية. واغلقت واشنطن سفارتها في البحرين ليوم واحد، وكذلك سفارتها في السنغال، وحذرت رعاياها حول العالم لالتزام الحذر تحسباً لعمليات ارهابية تطاولهم وتستهدف مصالحها. واللافت أمس أن الولاياتالمتحدة سحبت 2200 من عناصر "المارينز" كانوا يشاركون في تدريبات مع قوات أردنية في خليج العقبة، وتضاربت المعلومات حول السبب، بين تهديدات ارهابية محتملة، وبين صدامات بين قوات أمن أردنية ومواطنين في مدينة العقبة. في الوقت ذاته، أكدت وزارة الداخلية الاسبانية اعتقال جزائري "كان ينوي تنفيذ اعتداءات في فرنسا ودول أخرى أوروبية لحساب اسامة بن لادن". وأكدت أن بين المواقع التي كان يخطط لاستهدافها كاتدرائية ستراسبورغ والبرلمان الأوروبي. في عمّان أكدت مصادر اردنية وأميركية امس قرار وقف التدريبات المشتركة بين قوات البحرية الاردنية والاميركية في خليج العقبة، بعد 36 ساعة على بدئها إثر "تهديدات ارهابية" لم تكشف عن طبيعتها. وتضاربت المعلومات حول اسباب وقف التدريبات التي شارك فيها 2200 من قوات "المارينز"، وكان مقرراً ان تستمر ثلاثة اسابيع. وفيما ذكر مسؤولون في واشنطن ان وكالات الاستخبارات الاميركية رصدت تهديدات ارهابية محتملة "غير محددة" في المنطقة، اكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان قرار سحب القوات الاميركية على متن ثلاث سفن حربية تقودها المدمرة "اس. اس. بوكسر" جاء بعد مواجهات بين قوات الامن الاردنية ومواطنين في مدينة العقبة الساحلية بسبب خلاف مع السلطات على ملكية اراضٍ متنازع عليها في المنطقة. وأفادت المصادر ان القوات الاميركية التي كانت متمركزة في منطقة "القطرانة" جنوبالأردن، انسحبت بعد "الاحداث" التي شهدتها مدينة العقبة المطلة على البحر الاحمر. واكد مسؤولون اردنيون وقف التدريبات العسكرية من دون التعليق على الاسباب، وقالت المصادر ل"الحياة" ان السفن الحربية الاميركية اتبعت خلال وجودها في ميناء العقبة اجراءات امنية مشددة، اقتضت سحبها من الميناء الى المياه الاقليمية بين فترة واخرى تحسبا لأي هجوم محتمل. وقالت إن هذه الاجراءات اصبحت روتينية منذ الهجوم الذي تعرضت له المدمرة الاميركية "كول" في اليمن. إلى ذلك، أمر قاضٍ اسباني أمس، بوضع الجزائري محمد بن صخرية رهن الحبس الاحتياطي في انتظار درس طرده إلى فرنسا حيث يلاحق بتهمة التورط بعمليات تهدف إلى المس بأمن فرنسا واستقرارها. وأكدت وزارة الداخلية الاسبانية أنه كان ينوي تنفيذ اعتداءات في فرنسا ودول أخرى أوروبية لحساب بن لادن، وبين الأهداف كاتدرائية ستراسبورغ والبرلمان الأوروبي. ورفضت مصادر جزائرية مطلعة تقديم تفاصيل في شأن بن صخرية الناشط في الجماعات الإسلامية الذي اعتقلته الشرطة الاسبانية الجمعة في مدينة أليكانت تنفيذاً لطلب اعتقال دولي وقعه القاضي الفرنسي المكلف قضايا الإرهاب جون لوي بروغيير. وأفاد مصدر متابع لقضايا الجماعات في الخارج أن بن صخرية "ينتمي إلى مجموعة اعتقل افرادها في فرانكفورت في 26 كانون الاول ديسمبر الماضي، لكنه تمكن من الفرار من الشرطة الألمانية". وأشار المصدر إلى أن أعضاء الشبكة وجدت في حوزتهم قطع سلاح ومتفجرات إضافة إلى أشرطة فيديو تخص بعض المواقع في مدينة ستراسبورغ الفرنسية. ولم يستبعد أن يكون هدف التنظيم المسلح تكرار عملية تفجيرات الألفية. وسينقل بن صخرية الذي لا يخضع لملاحقة من القضاء الاسباني، الى مدريد الأسبوع المقبل حيث يمثل امام المحكمة لمتابعة اجراء تسليمه الى فرنسا. واعتقل "الارهابي الإسلامي" المزعوم الملقب بملياني او محمد بن عيسى مع شخص آخر لم تكشف هويته بينما كان موجوداً في مركز هاتف في أليكانت. وكان المدير العام للشرطة الاسبانية خوان كوتينو اعلن ان شخصاً كان يرافق بن صخرية، اعتقل أيضاً ولم يقدم تفاصيل عن هويته، فيما أكد ناطق باسم وزارة الداخلية ان بن صخرية يعتبر بمثابة زعيم فريق "كوماندوس" و"أحد أخطر الارهابيين الاسلاميين المطلوبين من أجهزة الشرطة الغربية منذ نجاحه في الهرب من فرانكفورت". وأفادت الوزارة انه اعتقل "خلال عملية للشرطة الاسبانية بمساعدة أجهزة استخبارات أجنبية".