وصف المسلحون الألبان الاتفاق الاخير بين الاحزاب السياسية المقدونية والألبانية بأنه لا يعنيهم، وأكدوا انهم سيواصلون القتال حتى تحقيق اهدافهم، فيما استمرت المواجهات العنيفة في مقدونيا وتفاقمت محنة السكان المدنيين. ونقلت محطة تلفزيونية في سكوبيا عن قائد "جيش التحرير الوطني" الألباني علي احمدي، ان الاتفاق الذي "فرضه منسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، لا يهم المقاتلين الذين ليسوا طرفاً في ابرامه". وأكد ان المقاتلين سينفذون خططهم بتصعيد المعارك وتوسيعها الى العاصمة سكوبيا ومدن اخرى "حتى تستجيب الحكومة لمطالبهم في التفاوض معهم وتحقيق المساواة للألبان مع المقدونيين". وكان سولانا حقق اثناء وجوده في سكوبيا مساء اول من امس، نجاحاً مهماً في انقاذ الائتلاف الحاكم الذي تشكل قبل حوالى ثلاثة اسابيع، من الانهيار، بعدما تمكن من ابرام اتفاق يعزل المقاتلين سياسياً، وافق عليه الحزبان الألبانيان الرئىسيان المشاركان في الحكومة: الديموقراطي بزعامة اربن جعفيري والرفاه بقيادة ايمير اميري. وينص الاتفاق في اطاره العام المعلن، على حصر الحوار في شأن الأزمة المقدونية بالاحزاب السياسية واستئنافه قبل نهاية الاسبوع الجاري، واعتبار الوثيقة التي وقعها حزبا الديموقراطي والرفاه قبل حوالى اسبوع مع قيادة المقاتلين، لاغية. وتفيد المعلومات ان سولانا استخدم ضغطاً شديداً على الحزبين الألبانيين، للموافقة على قطع صلاتهما مع المقاتلين وعدم الاعتراض على الاجراءات الحكومية ضدهم. ومن جهة اخرى، اوقفت الحكومة المقدونية، لبعض الوقت امس، اطلاق النار في قتالها مع المقاتلين الألبان "للسماح للمدنيين الذين تحاصرهم النيران بالفرار". وتواصل هروب آلاف السكان من القرى التي تدور فيها المواجهات العنيفة. وأشارت الحكومة المقدونية الى ان حوالى 8 آلاف مدني فرّوا الى بلدة يبكوفو الواقعة على بعد 25 كلم شمالي سكوبيا. كما نزح اكثر من خمسة آلاف آخرين من سكان القرى الألبانية الشمالية الى قرية اراتشينوفو القريبة من سكوبيا. وأفاد مسؤولون ان النازحين سيمنحون فرصة الاختيار بين التوجه الى كومانوفو في الشمال او سكوبيا او ستوفر لهم اجراءات لضمان وصولهم سالمين الى اقليم كوسوفو.