} أدت الوساطة الليبية بين مانيلا وجبهة مورو الاسلامية للتحرير الى التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار جنوب البلاد ما يتيح للسلطات الفيليبينية التفرغ لمواجهة مجموعة "أبو سياف" في تلك المنطقة، خصوصاً ان ازمة الرهائن اندلعت الشهر الماضي وصلت الى طريق مسدود لن تجدي معها الوساطة الانسانية والديبلوماسية. طرابلس، مانيلا - أ ف ب، رويترز - بعد ثلاثة أيام من المحادثات برعاية ليبية مباشرة، توصلت مانيلا وثوار "جبهة مورو الاسلامية للتحرير" الى اتفاق سلام ينص على وقف لاطلاق النار، وتسوية سياسية للنزاع بينهما، في طرابلس أمس، في حين أعلنت مجموعة "أبو سياف" انها أفرجت عن 3 رهائن، ولا تزال السلطات الفيليبينية تحقق في صحة الاعلان المذكور. وقال مسؤول ليبي شارك في المفاوضات إن "اتفاق وقف اطلاق النار الشامل دخل حيز التنفيذ بعد التوقيع مباشرة". وكانت المحادثات التي تجرى تحت رعاية نجل الزعيم الليبي سيف الاسلام القذافي بدأت الاربعاء الماضي، ويشارك فيها عن الحكومة نائب الرئيسة الفيليبينية وزير الخارجية تيوفيستو غينغونا، وعن جبهة مورو التي تقاتل منذ 23 عاماً من أجل اقامة دولة اسلامية في جنوب الفيليبين قائدها العسكري محمد مراد. وأوضح المسؤول نفسه الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن الاتفاق ينص على "اختفاء اي وجود عسكري للسلطة ولثوار مورو في الجنوب"، وكذلك على "عودة اللاجئين وتحويل المعسكرات مناطق للتنمية الاقتصادية، واعادة الاعمار في هذه المنطقة". وكان ناطق باسم الرئيسة الفيليبينية غلوريا ماكباغال ارويو اعلن من مانيلا في وقت سابق ان الجانبين توصلا إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في طرابلس. وفي مانيلا، كشف رجل على اتصال بمجموعة "أبو سياف" المتمردة، في جنوب الفيليبين أمس، ان المجموعة المسلحة أطلقت 3 من الفيليبينيين الرهائن، سيصلون الى بر الامان خلال الساعات الثماني والاربعين المقبلة. ورفض مسؤولون حكوميون تأكيد هذا التقرير. وقال الوسيط الذي وصف نفسه بأنه "مفاوض مستقل" إن "أبو سياف" أبلغته أنها أفرجت عن 3 رهائن بين نحو 24 رهينة في جزيرة باسيلان، جنوب الفيليبين. وثمة أميركيان على الاقل بين الرهائن ال24. وقالت السلطات الفيليبينية إنها تعتقد أن أميركياً ثالثاً بين الرهائن قتل. وأوضح الوسيط الذي أثبت انه موضع ثقة "أنني تحدثت للتو مع الناطق باسم "أبو سياف" أبو صبايا، وأبلغني أن الافراج تم ... لكن الامر سيستغرق نحو يومين لكي يصلوا". وباسيلان جزيرة جبلية تبعد 900 كيلومتر جنوب مانيلا. ويعتقد ان مجموعة "أبو سياف" متحصنة فيها على قمة تل يصعب الوصول اليها. ولم يكشف الوسيط عن هوية الفيلبينيين الثلاثة، لكنه قال إن"أحدهم بين الذين خطفوا من منتجع سياحي في جزيرة بالاوان، الشهر الماضي، بينما كان الآخران ضمن المجموعة التي خطفت من بلدة لاميتان في باسيلان". وكانت مجموعة "أبو سياف" خطفت 20 شخصاً بينهم ثلاثة أميركيين من جزيرة دوس بالماس قرب بالاوان يوم 27 أيار مايو الماضي. ونقلوا رهائنهم مسافة 500 كيلومتر بحراً الى جزيرة باسيلان حيث خطفوا 20 آخرين. وتمكن 11 من الذين خطفوا في دوس بالماس، وآخر خطف في باسيلان من الفرار أو أفرج عنهم. وتحدث مسؤولون عن دفع فدية تقدر بالملايين من العملة الفيليبينية. وعثر على جثتي اثنين من الرهائن قتلا، وزعم المتمردون انهم قتلوا غيليرمو سوبيرو 40 عاماً وهو سائح من كاليفورنيا من بلدة كورونا. ولم يعثر على جثته بعد، لكن الوسيط أكد انه قتل. واضاف: "اصيب بطلقات في معركة مع القوات وكان مريضاً... فتركوه".