لوحت اسرائيل امس ب"اعادة النظر" في تفاهم وقف النار مع الفلسطينيين بعد نحو ثلاث ساعات من المشاورات الامنية ترأسها رئيس الحكومة ارييل شارون بحضور عدد من الوزراء ومشاركة رؤساء الاجهزة الامنية الاسرائيلية وذلك في اعقاب مقتل مستوطنين يهوديين في الضفة الغربية اول من امس بالقرب من نابلس وطولكرم. وفي غضون ذلك جدد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات التزامه وقف النار وطالب بارسال مراقبين دوليين في اقرب وقت، وذلك خلال زيارة قصيرة لاسبانيا حيث التقى رئيس الحكومة خوسيه ماريا اثنار الذي اكد دعم أوروبا لتوصيات "لجنة ميتشل" ودان بناء المستوطنات وقطع الطرق. وفي ظل بطء تنفيذ توصيات تقرير ميتشل قالت مصادر اميركية ان السفير وليام بيرنز قد يتوجه الى المنطقة خلال الاربع والعشرين الساعة. واضافت المصادر ان اجتماعاً عقد اول من امس برئاسة الرئيس جورج بوش حضره وزير الخارجية كولن باول وبيرنز ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينيت الذي عرض ما توصل اليه في مهمته المتصلة بالجانب الامني من توصيات ميتشل. وجرى في الاجتماع تقويم لوقف النار واحتمالات تحريك الجانب السياسي. ويعتقد ان الغرض من توجه بيرنز الى المنطقة ربما يكون اعطاء الفلسطينيين حافز سياسي لتشجيعهم على مواصلة التزام وقف النار. ويرى المسؤولون الاميركيون ان المناخ الحالي بين الفلسطينيين والاسرائيليين لا يزال "مناخ ازمة". وفي بيروت اعلن وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبد ربه ان باول ابلغ الرئيس عرفاتمرات عدة، آخرها اول من امس، ان واشنطن ملتزمة تطبيق تقرير ميتشل بحذافيره كرزمة. وبعد اجتماع شارون مع مجموعة من وزرائه اعلنت مصادر اسرائيلية ان شارون "يعيد تقييم وقف النار مع الفلسطينيين في ضوء تواصل العمليات والتحريض من قبل الفلسطينيين". ورجحت مصادر ديبلوماسية ان لا يعمد شارون الى تغيير سياسته الراهنة ازاء الفلسطينيين الى ان ينهي زيارته المقررة الاسبوع المقبل للبيت الابيض. قضية غوشة على صعيد آخر لم يطرأ جديد على قضية الناطق الرسمي باسم "حماس" ابراهيم غوشة، الذي لا يزال في مطار عمان ممنوعاً من دخول الاردن. ونفى وزير الاعلام الاردني صالح قلاب، من بيروت، ان تكون هناك مشكلة قطرية - اردنية في ضوء رفض الاردن استقبال غوشة العائد من الدوحة، لكن خطوة"انفراج" سجلت في شأن الطائرة القطرية التي اقلت غوشة الى مطار عمان. اذ علم، في الدوحة، ان السلطات الاردنية وافقت على مذكرة قطرية تطلب السماح للمضيفات بالمغادرة. وافاد مصدر مطلع ان المحامي صالح العرموطي لم يحصل بعد على اذن لمقبلة موكله غوشه الذي لايزال في الطائرة القطرية الرابضة في مطار عمان. وقال قلاب ل"الحياة" على هامش اعمال الدورة ال34 لمجلس وزراء الاعلام العرب الذي بدأ اعماله امس في بيروت ويختتم اليوم: "ان بعض المسؤولين القطريين تصرفوا تصرفاً وجدناه عبارة عن خنجر في الخاصرة الاردنية. اتفقنا معهم على بعض القضايا في ما يتعلق بموضوع حماس ولكنهم اخلّوا بما اتفقنا عليه ووجدنا انفسنا امام مشكلة قبل ان ينسقوا معنا في هذا الموضوع". وعن المطلوب من غوشة حالياً قال: "ابلغناه اذا اردت ان تبقى قائد تنظيم فلسطيني سنزودك جواز سفر وستأتي الينا معززاً مكرماً فتدخل من قاعة الشرف ويستقبلك مسؤول وتجري مفاوضات وتأتي دائماً الى الاردن فهذا بلد كل العرب، اما اذا اردت ان تتمسك بالصفتين، مواطن اردني وقائد تنظيم فلسطيني فهذا لن نسمح به، اذا اردت ان تكون مواطناً اردنياً عادياً تتخلى عن كونك الناطق الرسمي باسم قيادة حماس تتخلى عن كونك عضو مكتب سياسياً في حماس وتتخلى عن كونك عضواً في حماس ولن تكون كذلك في المستقبل، لأنهم في هذه الطريقة التي يطرحونها يخدمون وجهة النظر الاسرائيلية المتشددة، نحن لا نريد تغييب فلسطين، نحن الآن في صدد الحفاظ على الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني، هذه هوية نضالية".