استبعد ديبلوماسي غربي زار بغداد الاسبوع الماضي قبولها صيغة معدلة لنظام العقوبات تساهم في وضعها فرنساوالولاياتالمتحدة وبريطانيا. ودعا نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان الى "معارضة" محاولات استخدام البرنامج الانساني "غطاء لتمرير المشاريع السياسية الاميركية - البريطانية ضد العراق". وقال الديبلوماسي الغربي الذي رفض الإفصاح عن اسمه ل"الحياة" في عمان أول من امس ان "بغداد تستعجل المواجهة مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا، مستفيدة من مشاعر العداء المتصاعدة ضد واشنطن في المنطقة". واكد ان الديبلوماسيين الأجانب في بغداد مقتنعون بأن "خروج العراق منتصراً في أي مواجهة مع واشنطن يعني نهاية فعلية للحصار". واشار الى ان "وقف العراق تصدير نفطه قد يستمر"، لكنه لم يستبعد "حواراً بين العراقوالاممالمتحدة للتوصل الى حل". ولمح الى ان السلطات العراقية تضع الديبلوماسيين الاجانب تحت الرقابة على رغم "القبضة المشددة على الأوضاع الأمنية"، ولا يمكن السفارات والقنصليات في بغداد الاتصال بأي عراقي من دون أخذ موافقة وزارة الخارجية العراقية، لافتاً الى ان "اتصالات أولئك الديبلوماسيين تخضع لرقابة الاجهزة الأمنية". ورأى الديبلوماسي ان الخطوات المتلاحقة لوضع قصي النجل الثاني للرئيس صدام حسين في موقع "الرجل الثاني" في الحكم، تأتي "تحسباً لأي طارئ صحي قد يتعرض له صدام"، مشيراً الى انه "لولا اعتلال في صحة الرئيس ما كانت تسمية صدام مناصب قيادية تمت بهذه السرعة". الى ذلك، أعلن طارق عزيز، في رسالة الى انان نشرت الصحف العراقية نصها أمس ان "العراق والأمين العام للامم المتحدة هما المسؤولان عن تنفيذ برنامج النفط للغذاء بموجب مذكرة التفاهم". وعبر عن "دهشته" للتصريحات التي أدلى بها انان في الرابع من الشهر الجاري حين قال ان مجلس الأمن يجري مراجعة للبرنامج. وأضاف: "كان الأولى ان يتشاور المجلس مع الطرفين المسؤولين عن تطبيق البرنامج"، اي العراق والأمين العام. وكرر ان العراق "سيرفض التعامل مع أي قرار يصدره المجلس، يتضمن اتجاهات المشروع الاميركي - البريطاني أياً تكن جنسية من يقدمه". وفي بغداد أ ف ب اتهمت صحيفتان رسميتان انان بلعب "دور مسوّق" لمشروع "العقوبات الذكية"، وكتبت صحيفة "القادسية" ان جولته على بعض الدول العربية كانت تهدف الى "تسويغ لعبة العقوبات الذكية ولعبة اجراء التعديلات المهمة"، ودعته الى "ممارسة مهمته أميناً عاماً وليس موظفاً في الخارجية الاميركية". وفي رسالتين الى الأمين العام دعا طارق عزيز الاممالمتحدة الى وقف "الخروق الجوية" التي تقوم بها الطائرات الاميركية والبريطانية في شمال العراق وجنوبه، وحض البعثة الدولية لمراقبة الحدود بين العراق والكويت على ابلاغ مجلس الأمن "الانتهاكات التي تتعرض لها أراضي العراق".