احتلت ميليشيات منشقة عن "حركة الوحدة الاسلامية في كردستان العراق" يتزعمها الشيخ علي عبدالعزيز عدداً كبيراً من مقرات الحركة ومراكزها في مناطق خورمال وعنب وسيروان ومركز مدينة السليمانية. كما احتلت مناطق من سهل شهرزور، فلم يبق غير منطقة حلبجة في يد أنصار الملا عبدالعزيز. وفي لندن قال مسؤول العلاقات الخارجية لحركة الوحدة احسان عبدالعزيز ل"الحياة" ان المنشقين "متواطئون مع حزب العمال الكردستاني"، وقدّر عددهم بحوالى مئتي مسلح "منتشرين في منطقة السليمانية الخاضعة لجلال طالباني وفي قرية أحمد آوا قرب الحدود مع ايران". وأشار الى انهم "يتلقون دعماً من دول تساند حزب العمال" المحظور في تركيا. وشدد على أن الحركة "تحاصرهم ووجهت اليهم انذاراً لتسليم أسلحتهم، وإلا ارغمنا على التحرك". وأوضحت مصادر مطلعة في كردستان ل"الحياة" ان "صدامات محدودة وقعت عندما شنت ميليشيا منشقة يقودها علي بابير، احد القياديين المتشددين القريبين الى ايران، هجمات على مقرات داخل مدينة السليمانية"، مما حدا بطالباني، الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، المسؤول عن الادارة الاقليمية، الى عقد اجتماع طارئ وجه بعده تحذيراً الى الأطراف المتنازعة، مؤكداً ان "أي إخلال بأمن المنطقة ليس مقبولاً". لكنه شدد على أن قوات الاتحاد "لن تتدخل في الشأن الداخلي للحركة الاسلامية، ما دامت لا تخل بالأمن العام". واللافت صدور بيان ل"جماعة التوحيد الاسلامي" التي حمّلتها الادارتان الكرديتان في اربيل والسليمانية مسؤولية اغتيال فرنسو حريري، القيادي المعروف في الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني أواسط شباط فبراير، تعلن فيه انضمامها الى المنظمة الجديدة التي اعلن بابير انشاءها باسم "الجماعة الاسلامية في كردستان - العراق". وترجح مصادر مطلعة مزيداً من الصدامات، اذ لم تحسم المكاسب التي حصل عليها المنشقون عن الاسلاميين الموقف الميداني لمصلحتهم. ويتوقع مراقبون ان يلجأ جناح الملاّ عبدالعزيز الى هجوم مضاد لاستعادة المقرات والمراكز التي فقدها. وتقلت "الحياة" في لندن بياناً وقعه احسان عبدالعزيز، اتهم المنشقين عن "حركة الوحدة" بأنهم "جماعة متطرفة اعلنت الانفصال بدعم خارجي من دول ومنظمات ارهابية دولية، من أجل زعزعة الاستقرار والأمن في كردستان". وأشار الى ان المنشقين "كانوا بأفكارهم المريضة يسعون الى زرع الفتنة والارهاب في صفوف شعبنا وبين حركتنا والأحزاب الأخرى الكردستانية، لذلك من واجب الجميع استئصال هذا السرطان كي لا تكون كردستان جزائر أخرى".