دوكان، السليمانية شمال العراق - أ ف ب - اكد جلال طالباني زعيم "الاتحاد الوطني الكردستاني" أمس معارضته لاطاحة الرئيس صدام حسين عن طريق "المؤامرات الخارجية"، مشيراً الى اطلاق حوار محدود مع بغداد. وقال طالباني في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" في دوكان 430 كلم شمال شرقي بغداد: "نحن نؤمن بالتغيير الديموقراطي الشامل في العراق ولا ندعو الى اسقاط النظام". واوضح "نحن نرفض المؤامرات الخارجية ضد الحكومة العراقية ولا نشترك فيها". وكان طالباني يدعو باستمرار الى اطاحة صدام حسين، وانتقد العام الماضي الولاياتالمتحدة معتبرا انها "غير جدية" في عزمها المعلن على اطاحة الرئيس العراقي. وقال الزعيم الكردي ان كردستان "جزء من العراق، وشعب كردستان جزء من الشعب العراقي". واوضح ان الصحف العراقية الرسمية توزع في المناطق التي يسيطر عليها حزبه وانه يرحب بالتجار العراقيين فيها. واضاف "لسنا من انصار انقطاع بين منطقتنا وبغداد، بل على العكس نحن من انصار احياء الروابط الاقتصادية والتجارية والثقافية والحضارية". وقال: "كنا دوما الى جانب الحوار ولم نرفضه في يوم من الايام. وما زلنا حتى اليوم نتبادل الرسائل الشفوية مع الحكومة العراقية". واضاف "نحن نبحث احيانا مع الحكومة العراقية في شؤون المياه والسدود والكهرباء عن طريق الاممالمتحدة او عن طريق الوساطات لكن لا يوجد حوار جدي على اسس ومبادىء واضحة بيننا". وردا على سؤال عن عناصر "حزب العمال الكردستاني" الذين اتهم في الماضي بدعمهم، اكد طالباني ان هذا التنظيم "لا يقوم بنشاط عسكري داخل اراضي كردستان العراقية". وأضاف "نحن نرفض ان يتخذوا من اراضينا قاعدة للهجوم على تركيا" التي تنفذ بانتظام عمليات عسكرية في شمال العراق لمطاردة الانفصاليين. على صعيد آخر ندد طالباني ب"البيروقراطية السائدة في الاممالمتحدة لأن اكثر من 50 في المئة من الاموال المخصصة لكردستان ما زالت في البنوك بدلا من ان تصرف لما هو ضروري ومفيد للمنطقة". واشار الى انه التقى أول من امس ممثلين عن منظمات الاممالمتحدة في كردستان "ووعدوا بالاسهام في البنى التحتية بدلاً من ان تبقى الامور مجرد مساعدة" انسانية. واعتبر ان "الدول المجاورة لا تريد ان ترى كردستان موحدة". ويتقاسم "الاتحاد الوطني الكردستاني" ومنافسه "الحزب الديموقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني السيطرة على شمال العراق. ففي حين يسيطر "الاتحاد الوطني" على مناطق متاخمة لايران تخضع المناطق المتاخمة لتركيا لسيطرة "الحزب الديموقراطي". وقال طالباني: "الخلافات ما زالت قائمة بيننا" ودعا الى "تشكيل حكومة موحدة واجراء انتخابات حرة" معتبرا ان "صناديق الاقتراع هي التي يجب ان تتحكم بمصير الشعب والخلافات لا اللجوء الى السلاح والاستعانة بدول اجنبية". وكان "الاتحاد الوطني الكردستاني" حقق فوزاً ساحقاً في اول انتخابات بلدية تجري منذ 1992 في المناطق الكردية في شمال العراق الخارجة عن سيطرة بغداد. وشارك في هذه الانتخابات التي جرت في منطقة السليمانية أول من أمس 13 حزباً سياسياً بينهم "الحزب الشيوعي الكردستاني". وصرح ناطق باسم "الاتحاد الوطني الكردستاني" في لندن الى "الحياة" ان "الاتحاد" فاز ب 53 مجلسا بلدياً من أصل 58، وفازت "حركة الوحدة الاسلامية" بأربعة مجالس في حلبجة وخورمال وبيارة وسيروان، و"الاتحاد الاسلامي" بمجلس بلدي واحد في سيد صادق الواقعة بين حلبجة والسليمانية. وتنافس ما مجموعه 166 مرشحا بينهم امرأتان على 58 مقعداً لمنصب رئيس مجلس بلدي بالاضافة الى 898 مرشحا، بينهم 31 امرأة لشغل 346 مقعدا في هذه المجالس واوضح الناطق ان اكثر من 700 ألف ناخب شاركوا في عملية الاقتراع يشكلون 85 في المئة من عدد الذين يحق لهم الاقتراع، ونال "الاتحاد" 70 في المئة من الأصوات.