فيما تجددت الاشتباكات العسكرية في شمال العراق بين قوات الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني ومنظمة "جند الاسلام" بزعامة عبدالله الشافعي، اتسعت حدة الخلاف بين حركة الوحدة الاسلامية و"الاتحاد الوطني" اثر قيام علي عبدالعزيز، نجل مرشد الحركة، بطرد أنصار "الاتحاد الوطني" في منطقة خورمال وإبعاد عائلاتهم الى خارج المنطقة. على الصعيد العسكري قال مصدر قيادي في "الاتحاد الوطني" ل"الحياة" ان اشتباكات بمدافع الهاون والمدفعية الثقيلة جرت امس على طول خط المواجهة العسكرية مع ميليشيات "جند الاسلام". وقال ان الطرفين تبادلا القصف المدفعي في مناطق بيارة وطويلة وزردهال وخيرباني. واكد ان معسكرات ومقرات "جند الاسلام" تلقت اصابات مباشرة أدت الى وقوع 5 قتلى، كما انفجر لغم على الطريق الى قرية هاوا أدى الى مقتل اثنين آخرين وإصابة ثلاثة من ميليشيات "جند الاسلام". ويفهم من تطورات الوضع ان المنطقة مقبلة على مرحلة من المواجهة عن بعد ورسم خطوط تماس على الأرض بين الطرفين بانتظار نتيجة الاستقطابات العسكرية والسياسية. وأبرزت التطورات الميدانية ملامح نزاعات جديدة قابلة للتوسع بين "الاتحاد الوطني" وحركة الوحدة الاسلامية. ففي حين عبرت قيادة الحركة عن تعاونها ودعمها ل"الاتحاد الوطني" في الاشتباكات الأخيرة، قامت ميليشيات تابعة للحركة تتخذ من منطقة خورمال شمال شرقي حلبجة بمحاذاة الحدود مع ايران بتصفية الوجود السياسي والعسكري للاتحاد في المناطق التي انتقلت اليها بعد خروج الحركة من حلبجة. وفيما لا يزال للحركة وجودها التنظيمي في حلبجة، قالت مصادر "الاتحاد الوطني" ان 80 عائلة من محازبي "الاتحاد" جرى اخراجها بالقوة واغلقت جميع مقار ومراكز "الاتحاد" في المنطقة. وأفضت العمليات العسكرية وما رافقها من تصفيات وفظائع الى تزايد مشاعر التنديد لدى الشعب في كردستان العراق حيث سارت أول من امس تظاهرة كبيرة في السليمانية ضمت اكثر من 200 ألف مواطن للتعبير عن الغضب لا سيما بعد ورود تفاصيل عن المجزرة التي أقدمت عليها جماعة "جند الاسلام" في قرية خيلي حماه حيث جرى قطع رؤوس 42 من مقاتلي الاتحاد أسرهم "جند الاسلام" في بداية الاشتباكات. وعرضت شاشات التلفزيون المحلي صوراً لجثث جرى التمثيل بها بشكل فظيع وقطعت بطريقة وحشية.