انجزت جامعة سيدة اللويزة اللبنانية ثبتاً مفصلاً شاملاً حول المخطوطات الخاصة التابعة للرهبانية المارونية المريمية في اديرتها في لبنان وايطاليا، وأقدمت على تصويرها ضمن اقراص ممغنطة، وباشرت بطباعة ما يستحق النشر منها. وبدأت بمخطوط للخوري بطرس التولاوي 1658-1746م تحت عنوان كتاب "الأيساغوجي او المدخل الى المنطق" 1688. وأشرف على طباعة المخطوطة أمين ألبرت الريحاني، من دون تحقيقها علمياً ومقارنتها بالنسخ المتوافرة والتعليق على النص وتزويده بالحواشي المفيدة، لأن ذلك يستلزم مشروعاً علمياً اكاديمياً مستقلاً وقائماً بذاته، يقتضي اعداده لمراجعة اعمال التولاوي كاملة. ولفظة "أيساغوجي" يونانية الاصل، تعني المقدمة العلمية لدراسة في حقل من حقول المعرفة. يحدد التولاوي غايته من المدخل الى المنطق، معالجة المنطق بكونه "يعصم الذهن" من الابتعاد من الصوات والوقوع في الخطأ. ويصف المنطق ب"القانون الصناعي" الذي يسعى الى تهذيب افعال القوة العقلية. والتولاوي هو خريج المدرسة المارونية في روما. وهو امضى 61 سنة في حلب، المدينة الثالثة بعد الأستانة والقاهرة في العظمة والشأن بين مدن السلطنة العثمانية آنذاك. بدأ رسالته من طريق الوعظ والارشاد والتعليم والتثقيف. وعلّم الاولاد في المعهد الذي اسسه الخوري اسطفان الدويهي عام 1666 البطريرك لاحقاً وصار اهم معهد للأحداث في حلب. واتسعت مواد التعليم فيه فأصبح بمثابة مدرسة وجامعة في آن، وكانت مواد التعليم فيه: الصرف والنحو، البلاغة والبيان، اللغات السريانية والايطالية واللاتينية والتركية، ومواد الفلسفة واللاهوت. وضع التولاوي مؤلفاته بالعربية وأشهرها كتب المنطق، مساهماً في النهضة العلمية في الشرق. وترجم مؤلفات من اللاتينية والسريانية الى العربية.