صدر عن منشورات جامعة سيدة اللويزة كتاب "الإيساغوجي او المدخل الى المنطق"، وهو مخطوط يعود الى العام 1688 بقلم الخوري بطرس التولاوي. راجع المخطوط وقدّم له الدكتور أمين ألبرت الريحاني بدراسة تناولت المؤلف وثقافته وأعماله الفكرية واللاهوتية والأدبية ومكانته في بداية الحركة التنويرية في المشرق العربي منذ القرن السابع عشر. وفي المقدمة ان التولاوي سعى عبر هذا الكتاب، وبقية كتبه الفلسفية، الى بناء جسر جدلي بين العقل والايمان تأثراً بالفلسفة السكولاستيكية الاوروبية في العصر الوسيط وخصوصاً بفكر توما الاكويني ومحاولة اعطاء هذا الفكر بعداً مشرقياً. وخلصت المقدمة الى ان التولاوي "يشكر رمزاً لبواكير الوعي الفلسفي في المشرق... وقد اتخذ هذا الوعي لنفسه منجاً ذهنياً وهيكلية متماسكة... وهو بهذا المعنى من المؤسسين الكبار ومن آباء عصر التنوير". يشتمل نص المخطوط على افعال العقل الثلاثة وهي التصور وما يتعلق به، والتصديق وما يتعلق به، والانتقال الفكري. يقع الكتاب في 343 صفحة من القياس الوسط، وتجمع طباعته الانيقة بين الصفحات المصورة للمخطوطة وما يقابلها من النص المطبوع. ويأتي هذا الكتاب بداية لمشروع يقضي بنشر عدد من المخطوطات الفلسفية واللاهوتية والأدبية والتاريخية التي تشرف جامعة سيدة اللويزة على مراجعتها وتحقيقها والتقديم لها. والغاية من هذا المشروع نشر بعض الاعمال التراثية البارزة التي تشكل مدخلاً لفهم الحركة التنويرية العربية التي انطلقت من لبنان منذ القرن السابع عشر. ومن المخطوط الذي نشر: "وبعدُ إذ كانت سعادة الإنسان، من حيث هو ناطق، موقوفة على معرفة الحق والخير: أما الحق فلذاته وأما الخير فللعمل به، والروية الإنسانية قد يعتريها الزيغ عن الصواب والميل الى الخطأ، فدعت الحاجة الى إعداد قانون صناعي يعصم الذهن من الغلط فيهما. ولما كان الذهن قوة عقلية اضطرارية لا يمكن اصلاحه بالذات إلا من المولى جلّت قدرته، فيكون غرض القانون الصناعي تهذيب افعال القوة العقلية وهي ثلاثة: تصور، وتصديق، وانتقال فكري، فنقول: إن هذا القانون الصناعي هو المنطق .... التصور الساذج، هو حصول صورة الشيء في الذهن فقط، ....".