سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باريس وموسكو ولندن ترحب بورقة تينيت ... والقوى الوطنية الإسلامية الفلسطينية ترفض وقف النار . بوش يدعو الاسرائيليين والفلسطينيين إلى اتخاذ "تدابير إضافية"
دعا الرئيس جورج بوش الاسرائيليين والفلسطينيين امس الى الموافقة على "تدابير اضافية" للتوصل الى سلام عادل ودائم بعد اتفاقهم على وقف اطلاق النار. وفيما رحب كل من باريسولندنوموسكو امس بالاتفاق، رفضته القوى الوطنية الفلسطينية واكدت تمسكها باستمرار الانتفاضة. غزة، بروكسيل، موسكو، لندن، باريس - "الحياة"، ا ف ب، رويترز - حض الرئيس جورج بوش في مؤتمر صحافي في ختام القمة غير الرسمية لحلف شمال الاطلسي في بروكسيل، الفلسطينيين واسرائيل على "اتخاذ تدابير إضافية تضعهم على طريق سلام عادل ودائم"، خصوصاً "انعاش الثقة عبر اثبات حسن النية بالاقوال والافعال ايضاً"، مضيفاً ان "الطريق صعب لكننا نأمل بأن يكون قد فتح الآن". وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي.آي.اي الذي أوفده بوش الى الشرق الاوسط قبل ايام، حصل على موافقة الرئيس ياسر عرفات على خطة لوقف النار مساء الثلثاء بعدما حصل على موافقة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. وحرص بوش على ان يكون بالغ الحذر عبر التأكيد ان وقف اطلاق النار غير موجود في الوقت الراهن إلا على الورق وان تدخل الولاياتالمتحدة على ارفع مستوى رهن بمتابعة الاطراف لهذا الاتفاق. واضاف: "ان توقيع قطعة ورق شيء والتطبيق شيء آخر"، مضيفاً: "سنقرر ما اذا كان وزير الخارجية أو أنا شخصياً سنصبح معنيين بطريقة مباشرة اكثر على اساس الخطوات الايجابية نحو السلام التي يتعين الان القيام بها". وقال انه "متشجع بهذا التطور المهم وفخور بالدور" الذي اضطلعت به الولاياتالمتحدة للتوصل اليه. وزاد انه تحادث هاتفياً مع تينيت خلال توجهه الى بروكسيل، وان تينيت "متفائل بحذر" الان. وحيّت وزارة الخارجية الفرنسية امس الجهود التي بذلتها واشنطن لتعزيز وقف اطلاق النار، مشيرة الى ان التعهدات الامنية من شأنها ان تتيح استئناف الاتصالات السياسية في اقرب وقت ممكن لتنفيذ كل توصيات تقرير ميتشل. كذلك رحبت وزارة الخارجية الروسية بالهدنة، داعية الاسرائيليين والفلسطينيين الى "عدم تفويت هذه الفرصة" لتحريك عملية السلام. وتابعت: "برزت فرصة فريدة يجب ان لا تمر من دون السماح بوقف العنف وتحريك المفاوضات للتوصل الى حل سياسي للمشكلة الفلسطينية". ورحبت لندن بالجهود الاميركية التي ادت الى التوصل الى اتفاق وقف النار. لكن لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية التي تضم 13 فصيلاً من بينهم حركة "فتح" وحركة "الجهاد الاسلامي" و"حركة المقاومة الاسلامية" حماس، رفضت في بيان "ما يسمى ورقة تينيت وشروطها المرفوضة من شعبنا" وتمسكت بتعزيز "الوحدة الوطنية بما يمكن من استمرار الانتفاضة والمقاومة"، معلنة رفضها "كل الضغوط واشكال الابتزاز الاميركي الصهيوني". وحمل البيان "الادارة الاميركية مسؤولية أي تصعيد عدواني اسرائيلي جديد"، كما حذر رئيس الوزراء الاسرائىلي ارييل "شارون وحكومته من مغبة أي مغامرة جديدة لانه سيدفع ثمنها غالياً". ودعت اللجنة "المجتمع الدولي للتصدي لسياسة العدوان الصهيوني، ونطالبه بتحمل مسؤولياته كما نتوجه الى الدول والشعوب العربية والاسلامية لمواجهة هذه الغطرسة الاسرائيلية والانحياز الاميركي واعتبارهم عدواناً على الأمتين العربية والاسلامية". ودعت "جماهير شعبنا وابطال الانتفاضة والمقاومة الى أخذ كل اشكال الحيطة والحذر والاستعداد لاي عدوان محتمل". كما دعت الى مسيرة حاشدة ظهر اليوم في قطاع غزة تحت شعار "لا للضغط ولا للابتزاز والتهديد الصهيوني الاميركي، نعم للوحدة الوطنية واستمرار الانتفاضة والمقاومة". وكانت حركتا "حماس" و"الجهاد" اكدتا في وقت سابق امس حرصهما على وحدة الصف الفلسطيني والعلاقة مع السلطة الفلسطينية مع تأكيد استمرار الانتفاضة والمقاومة. الى ذلك، انتقدت اذاعة دمشق ضمناً أمس خطة تينيت، وقالت في تعليقها اليومي ان "اسرائيل وبعض الاطراف الدولية تتحرك اليوم ليس فقط لاطفاء الانتفاضة فحسب بل لتحقيق مكاسب لاسرائيل". واضافت في اشارة الى الخطة الاميركية الرامية الى تعزيز الهدنة لتطبيق تقرير ميتشل "بات مطلوباً من الفلسطينيين جملة شروط قاهرة من دون ان توقف اسرائيل الاستيطان". وتابعت: "نحن نشم رائحة طبخة سيئة الطعم يكسب من خلالها شارون الوقت لاطلاق يده في زيادة عدد المستوطنين وعدد المستوطنات، كل ذلك بانتظار تهيئة المناخ الملائم لشن حرب على الفلسطينيين". وتابعت ان "شارون يريد تنفيذ مخططاته في تهجير الفلسطينيين واقامة دولتهم شرق نهر الاردن". وكتبت صحيفة "البعث" الناطقة بلسان الحزب الحاكم في سورية ان "فشل مهمة تينيت محتم".