قال تقرير صادر عن مركز "يافي" للأبحاث الاستراتيجية في جامعة تل أبيب ان التفوق العسكري والاستراتيجي الذي تتمتع به اسرائيل منع تدهور المواجهات مع الفلسطينيين الى نشوب حرب شاملة بمشاركة دول عربية أخرى. وزاد التقرير ان كفة التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط ترجح بوضوح لصالح اسرائيل و"خلال العام الأخير لم يطرأ أي تغيير سلبي على تفوق اسرائيل العسكري في المجالين التقليدي وغير التقليدي". وقال رئيس المعهد بروفيسور شاي فلدمان في مؤتمر صحافي عقده في تل أبيب أمس ان قوة الردع الاسرائيلية تشكل عاملاً استراتيجياً مهماً وتحول دون تدهور الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط. وزاد ان الدول العربية المجاورة تدرك جيداً التفوق الاسرائيلي العسكري الواضح خصوصاً في المجالات التكنولوجية والجوية والاستخباراتية، مضيفاً انه خلال العام الماضي لم تبرم الدول العربية أي صفقات أسلحة كبيرة من شأنها ان تغير التفوق الاسرائيلي الملحوظ. وحسب فلدمان فإن الدول العربية المجاورة تعتبر اسرائيل دولة ذات قدرات نووية لها علاقات استراتيجية مع الولاياتالمتحدة "وهي عوامل تردع الدول العربية عن مواجهة اسرائيل عسكرياً". وتابع ان الدول العربية تجنبت الانجرار وراء الفلسطينيين والرئيس ياسر عرفات نحو معركة شاملة. وقال: "الأشهر الأخيرة اثبتت للفلسطينيين ان المجتمع الاسرائيلي أقوى مما كانوا يظنون ومن هنا منيوا بخيبة أمل إذ توقعوا ان تؤدي هذه المواجهات الى احتدام النقاش السياسي داخل المجتمع الاسرائيلي لكن الأمر لم يحصل". وحسب التقرير فإن قرار رئيس الحكومة السابق ايهود باراك الانسحاب من جنوبلبنان كان صائباً و"أخطأ الطرف الفلسطيني في تقويم الانسحاب والتمييز بين الأوضاع المختلفة في المناطق الفلسطينية وجنوبلبنان".