كتب السيد نزار أغري في "الحياة" 11/5/2001 مقالة بعنوان كردستان العراق... بعد عشر سنوات من - الحرية -. نقول النقد البنّاء والنزيه مقبول ومحمود لأنه يصب في خانة الإصلاح والبناء، أما إذا كان الغرض منه مجرد القذف والتشكيك أو التعتيم فيعتبر أمراً غير مرغوب فيه. وواقع الحال الكردية ليست بهذه الظلامية التي يصفها الكاتب، وإن صاحبتها السلبيات الكثيرة التي تعود لأسباب ذاتية أو موضوعية. كاتبنا يوجه بين فترة وأخرى نقده اللاذع الى التجربة الكردستانية، وإلى الأحزاب الكردية من دون استثناء، وينظر الى الواقع الكردي بمنظار قاتم. وإن كنا نشاركه بعض مخاوفه من ناحية عدم وضوح الرؤية بالنسبة الى مستقبل القضية الكردية. لكننا نؤمن بأن إرادة الشعوب تصنع المعجزات. والحريص على قضية شعبه لا يزرع خيبة الأمل بل يعمل على تحويل الواقع بالفعل المؤثر نحو الأفضل وتمتينه لسد مكامن الخلل التي يتسلل منها الخصم بعيداً من نظرية المؤامرة، لأن الوقائع تؤكد وجود هذا الخصم .... استقرار أي مجتمع يكون بالعمل الجاد وبسمو التطلع وبالتجرد من المنافع الشخصية. ويكون من الضروري ايقاف أشكال الدعم للذين يساهمون ويعملون لجعل الطغيان والإرهاب والتجاوزات اكثر تمكناً وترسيخاً. إن من يتصور ان العمل الحزبي والسياسي قوالب جاهزة يمكن نقلها انما يتصرف تصرف النظام وحزبه الشمولي. يجب هدم الأعشاش التي تحولت الى أوكار موبوءة ونزعات سلطوية. والمطلوب ألا تعود الأحزاب الى دوراتها السابقة، كي لا يصار الى شطب مواقف الأكثرية الصامتة التي تطالب بمحاكمة قضائية لا سياسية لكل من يخرق القانون والنظام وأسس الاتفاق العام ودعم مؤسسات الإقليم. لذا يتطلب الوضع الوفاق السياسي والحوار البناء. وغيابه يؤدي الى مواقف متشنجة أو عنيفة، في حين المزاج الشعبي العام يميل الى نبذ العنف، وإلى التسويات السلمية وحل المشكلات بالالتزام وبالتعاون والتضامن. إن المحافظة على التجربة يكون بالتحرك المنظم للديبلوماسية الكردية لشرح ابعاد الحركة التحررية الكردستانية ومخاطبة المحافل الدولية والإقليمية بموقف مشترك. ناجي عقراوي كردي مقيم في هولندا