انه لأمر يحز في النفس ان يبلغ الموقف السياسي حداً يفضي الى محاولة التعمية حتى على ما يحوز على اجماع الناس. هذا ما نستشفه من رد مسعود حسن عضو "رابطة المثقفين الوطنيين في مقال بعنوان سياسات تركيا. بدءاً نقول ان رابطة المثقفين الآنفة الذكر هي منظمة واجهة مكبلة تنظيمياً بحزب العمال الكردستاني وطابعها الثقافي لا يمنعها من التخندق في ايديولوجية حزب لا يعترف بالخطأ ناهيك عن الخطيئة حتى وهو يشهد انهياراته على كل المستويات. لقد أقحم مسعود حسن قناة كردستان الفضائية KTV في الموضوع منتزعاً عنها صفة الوطنية والنزاهة انطلاقاً من موقف سياسي متشنج وليس بناء على تفكير قائم على أدلة واقعية ميدانية، لعل أبرزها مئات الرسائل التي تتلقاها هذه القناة اسبوعياً من الجالية الكردية في مختلف أنحاء العالم، لأنها القناة التي تتحدث بلغة سليمة ومهذبة وبمنطق سليم وتتجه نحو كل الشرائح المجتمعية ولا تتخندق بين مسامات جلد رئيس حزب معين ليوظفها ساعات طويلة وثقيلة الوقع لكلامه العبثي .... الى ذلك فإن قناة كردستان الفضائية هي ظاهرة غير مسبوقة في التاريخ الكردي لكونها أول قناة فضائية تبث من عمق كردستان وتتنفس من رئة الوطن وتنقل نبضه الى العالم .... ان القناة لا تبث كغيرها من أوروبا، بل من أرضها الطبيعية وضمن ظروف متواضعة وبأموال كردية خالصة .... بعد كل ذلك نتساءل ومعنا عموم الجمهور الكردي ما مصلحة الاتراك في تمويل قناة بهذا التوجه، وهم لديهم من القنوات والمنابر الاعلامية ما يغنيهم عن مد يد العون لقناة كردية، هي بمثابة المرآة لثقافة وسياسة وفنون وآداب الشعب الكردي .... أما إذا كان قصد الكاتب ان قناة كردستان الفضائية تستعرض العمليات التخريبية لحزب العمال الكردستاني الذي ترك ساحته الأصلية ليقضي على هامش الحرية المتوافر لأكراد العراق وتجربتهم في الادارة الاقليمية، فإنه يرتكب بذلك جناية أخرى بحق بني جلدته، لأنه يدعو الى التعتيم على جرائم ترتكب بحق 3.5 مليون انسان كردي يقطنون المنطقة الآمنة في الاقليم الكردي العراقي .... ختاماً كان على مسعود حسن ان ينضم الى قائمة المهنئين لقناة كردستان الفضائية على الأقل لأنه عضو في رابطة تحمل لافتة الثقافة، ولكنه فضل خندق الموقف السياسي المؤدلج. لندن - فوزي الاتروشي.