أعلن رئيس مجلس النواب اليمني الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر مقاطعته رسمياً جلسات المجلس احتجاجاً على مناقشة برنامج حكومة عبدالقادر باجمال الذي يتضمن اقتراحاً بدمج التعليم وإلغاء المعاهد العلمية الدينية وتوحيد المناهج التعليمية. ووجه الاحمر الذي يتزعم حزب "التجمع اليمني للاصلاح" الاسلامي المعارض رسالة اعتذار الى اعضاء المجلس بخط يده، حصلت "الحياة" على نسخة منها، قال فيها: "أعتذر عن حضور الجلسة التي يناقش فيها بيان الحكومة الذي يتضمن إلغاء المعاهد العلمية الدينية الناجحة والتي هي من منجزات الثورة والجمهورية ولا يجوز المساس بها. فأرجو قبول عذري وشكراً". وكانت مسألة إلغاء "المعاهد العلمية" أثارت خلافات حادة بين الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام و"التجمع"، بعد المواجهات الدموية خلال الانتخابات المحلية الأخيرة بين أنصار الحزبين. وعلمت "الحياة" من مصادر في "المؤتمر" ان قيادات بارزة في "التجمع" طلبت من الرئيس علي عبدالله صالح الابقاء على موازنة المعاهد السنوية التي تبلغ حوالى سبعة بلايين ريال مقابل موافقة الحزب على توحيد المناهج التعليمية، على ان تبقى المعاهد مجرد اسم لتبرير صرف الموازنة التي يعتبر "المؤتمر" ان الحزب المنافس يوظفها في نشاطات حزبية متشددة. واكدت المصادر نفسها ان الشيخ عمر أحمد سيف "المرشد العام للميثاق الوطني" المنهج الفكري للحزب الحاكم والذي انتقل من "التجمع" الى "المؤتمر" قبل خمس سنوات ناشد علي صالح ابقاء المعاهد العلمية الدينية لأن "إلغاءها يصب في خدمة أعداء الدين ومثيري الفتن"، فأكد له الرئيس انه لن يلغيها، انما سيحولها الى معاهد فنية وحرفية متخصصة. واضافت المصادر ان الشيخ عمر طلب ابقاء موازنة المعاهد، واعتبر ان قطع الاموال "قطع للشرايين وخدمة لمثيري الفتنة". ولفتت المصادر الى ان قيادات بارزة في "التجمع" ستنضم قريباً الى الحزب الحاكم وانها تجري اتصالات لهذا الغرض مع قيادة "المؤتمر". وعقد مجلس النواب امس جلسته برئاسة نائب رئيسه العميد يحيى الراعي في غياب الاحمر الذي وزعت رسالته على الاعضاء في ظل اجواء تنذر باندلاع أزمة جديدة بين "المؤتمر" و"التجمع" الذي يسيطر على المعاهد العلمية. ويقدر عدد هذه المعاهد بنحو 450 موزعة على مختلف المحافظات والمناطق اليمنية ويؤمها 200 ألف طالب وطالبة.