كثفت القوات المقدونية قصفها المتواصل على امتداد اراضيها المحاذية للحدود مع اقليم كوسوفو. وأفاد المسؤول من قوات حفظ السلام الدولية كفور ان قذائف أطلقت من الأراضي المقدونية، تجاوزت الخط الحدودي وسقطت في قرية "كريفينيك" على بعد 4 كلم داخل أراضي كوسوفو. وكانت هذه القذائف قتلت مساء أول من أمس ثلاثة مدنيين، اثنان البانيان، والثالث مصور تلفزيوني يعمل لوكالة "اسوشيتد برس" وهو من أصل تركي يحمل الجنسية البريطانية يدعى كريم لوتون. كما جرح في الحادث ما لا يقل عن 20 شخصاً آخر. واتهم سكان القرية القوات المقدونية باطلاق القذائف، في حين ان الناطق باسم الحكومة المقدونية انتونيو ميلوشوسكي، نفى أن يكون أياً من قنابل القوات المقدونية سقط داخل كوسوفو، وطلب فتح تحقيق في الحادث "تشارك فيه مقدونيا". وكانت سيارة صحافيين فرنسيين تعرضت الى نيران القناصة عندما كانت تسير في الأراضي المقدونية القريبة من حدود كوسوفو. وأثار الحادث في قرية كريفينيك غضب البان كوسوفو. ودان الزعيم الألباني ابراهيم روغوفا في تصريح في بريشتينا أمس، القوات المقدونية. ودعا المجتمع الدولي للضغط على مقدونيا "من أجل انهاء عملياتها العسكرية العدوانية ضد الألبان". كما طالب قوات حفظ السلام ب"توفير المزيد من الحماية لأراضي كوسوفو، كي لا يستمر القصف المقدوني لها". ومن جانبه، وصف هاشم ثاتشي الزعيم الآخر لألبان كوسوفو حادث كريفينيك بأنه "دليل على عدوان القوات المسلحة المقدونية على الألبان". ووقع أمس اطلاق نار عشوائي في بلدة غراتشاني 15 كلم شمال غربي سكوبيا التي تقابلها من جانب كوسوفو الحدودي قرية كريفينيك. وعمدت وحدات من الشرطة المقدونية الخاصة الى قطع الطريق بين بلدتي غراتشاني وكوتشكوفو التي يبلغ طولها حوالى خمسة كيلومترات وينشط فيها مقاتلون ألبان منذ الأسبوع الماضي. وأرسلت القوات المقدونية تعزيزات جديدة الى المنطقة، بعدما أفادت مصادر وزارة الداخلية في سكوبيا، ان دورية عسكرية مقدونية تعرضت صباح أمس للنار في قرية غازينتشي المجاورة لغراتشاني، انسحب المهاجمون بعدها الى كوسوفو. وأجرى مسؤول الادارة المدنية الدولية في كوسوفو هانز هاكيروب محادثات مع المسؤولين الحكوميين في سكوبيا أمس، وطلب منهم "وجوب فتح المعابر الحدودية مع كوسوفو فوراً، بسبب شحة المواد التموينية لدى القوات الدولية". وأكد ان على الحكومة المقدونية ضرورة التخلي عن خيار استخدام القوة "الذي لا يحل المشكلات". وفي سكوبيا، نقلت وسائل الاعلام عن زعيم "الحزب الديموقراطي الألباني" اربن جعفيري تحذيره الحكومة المقدونية بأنها اذا لم تتحادث مع زعماء الألبان بصورة جدية خلال شهر، فإن المشكلة "ستتعقد، وتعود الاشتباكات بشكل أكثر خطورة". وأكد على ضرورة اجراء التغييرات الدستورية التي توفر للألبان مشاركة أكثر عدلاً في ادارة مقدونيا. وشهدت مناطق الاشتباكات بين القوات المقدونية والمقاتلين الألبان، نزوحاً كبيراً هرباً من المعارك . وأفادت معلومات وسائل الاعلام في سكوبيا ان الكثير من قرى شمال غربي مقدونيا، خلت من سكانها.