لن تختلف الأجواء على فريق الحكمة اللبناني حين يخوض في دبي بطولة الأندية الآسيوية ال12 لكرة السلة التي تنطلق بعد غدٍ وتستمر الى 8 حزيران يونيو، دفاعاً عن اللقب الذي يحمله منذ عامين، لأن بطل لبنان، سيجد نفسه بين "أهله" أي جمهوره الكبير الذي واكبه في مباريات بطولة الأندية العربية الموسم الماضي التي حل فيها ثالثاً خلف الجزيرة والأهلي المصريين. ويومها كان مناصرو الحكمة من الجالية اللبنانية في الامارات فاكهة البطولة والعنصر الأبرز لنجاحها، فبدا الحكمة على ملعب الوصل وكأنه يخوض مبارياته على أرضه في غزير، والأمر ذاته سيتكرر في قاعة الأهلي - دبي خلال المنافسات الآسيوية المقبلة. الحكمة غادر الى دبي ليل أول من أمس، وتألفت بعثته من ايلي يحشوشي رئيساً وبول عطا الله نائباً للرئيس وجورج بركات وكميل سعاده وجو سعاده، والجهاز الفني المؤلف من غسان سركيس وايلي صفير وايلي عواد وعادل ملاح، واللاعبين ايلي مشنتف وفادي الخطيب وايلي نصر وبدر مكي وروجيه نصر وداني برهوم وعلي شمسين ومروان الحاج وباسم بلعه وزياد شرف الدين وروي سماحة والسنغالي أسان ندياي والنيجيري محمد آشا والأميركي تود بورغان. وتوجه الحكمة الى دبي محصناً بلقبي الدوري والكأس اللبنانيين، وطموحه تسجيل سابقة جديدة في بطولة الأندية الآسيوية، تتمثل باحتفاظه باللقب موسماً ثالثاً على التوالي، بعدما كان أول فريق يحقق ذلك موسمين متتاليين. وسيخوض الحكمة في دبي مباريات الدور الأول ضمن المجموعة الثانية الى جانب القادسية الكويتي والريان القطري واسباك الأندونيسي وناشونال غاردز "الحرس الوطني" القيرغيزستاني والوحدة السوري، وسيواجه بالطبع مقاومة شرسة من غالبية الفرق، ولا سيما انها دعمت صفوفها بلاعبين اجانب، وكما أوضح رئيس النادي انطوان الشويري ل"الحياة"، فإن بعض الفرق هو بمثابة منتخب البلد الذي يمثلها لأنه "جمع أفضل العناصر المحلية فضلاً عن أجانب قدامى وجدد، وعمل البعض الآخر على تجنيس لاعبين، لكن كل جديد في صفوف أي فريق هو كالجسم الغريب لن يُقدم أو يؤخر، لأن التفاهم والانسجام هما أساس النجاح الميداني، وهذا ما سيثبته الحكمة. ويتوقع ان يعترض الحكمة أمام الاتحاد الآسيوي على ظاهرة الاستعانة بلاعبين غير موقعين طوال الموسم على صفوف الفرق التي دعمت صفوفها بهم، ومن الأمثلة التي ساقها في عرضه، استعانة الريان القطري بالاميركي بنوا بنجامين لاعب الرياضي بيروت، في القسم الأخير من بطولة لبنان... لكن الشويري لفت الى ان الحكمة بات يمثل تطور كرة السلة اللبنانية على مختلف الصعد، "وهكذا ندخل المنافسة ونحن مرشحون للقب، بعدما كانت الفرق اللبنانية تعتبر إكمالاً للقائمة". المهمة أصعب وأمام غسان سركيس المدير الفني في الحكمة ثلاثة أيام ليضع الأمور في نصابها الأخير قبل مواجهة الحرس الوطني القيرغيرستاني في اليوم الأول، "وهو فريق مجهول يتمتع عناصره بطول فارع، فأقصر قاماتهم 03،2 م...". واوضح ان المتابعة الميدانية للفرق الأخرى ستجعله يبني خطط المواجهة المحتملة، ويحدد أي اثنين من الأجانب الثلاثة سيستعين بهما في المباريات. ويرى سركيس ان المهمة أصعب والمسؤولية أكبر "الناس تنتظر منا لقباً ثالثاً وعندما شاركنا للمرة الأولى كنا نكتشف شيئاً مجهولاً، وكنا معذورين لو خسرنا، يومها حققنا اللقب وهو انجاز كبير بحد ذاته، وتكرر الأمر في الموسم التالي، لذا فإن الفرق المنافسة لنا دعّمت صفوفها ودرست الاحتمالات كلها التي تسهّل ازاحة الحكمة من طريقها... صحيح ان خبرتنا زادت لكن مسؤوليتنا أيضاً في مقابل تحضير أكبر للفرق الأخرى". واعتبر ان متابعة أي من هذه الفرق لا يعطي الصورة الواضحة عنها لأنه "اذا غيرت لاعبين اساسيين تتبدل المعطيات، فما بالك اذا كان التغيير جذرياً في التشكيلة من ناحية مراكز القوى دفاعاً وهجوماً، ومن خلال خبرتي أؤكد أن الصورة لن تتضح الا بعد انقضاء الأيام الأولى من المباريات. سنجلس ساعات طويلة نراقب ونقوّم ونحلّل ونكون المعطيات وندرس الاحصاءات...". ولفت ان الحكمة تحضر استراتيجياً للمناسبة في موازاة خوضه بطولة لبنان، "وتبقى اللمسة الاخيرة هي الأداء الجيد في المباريات، خصوصاً أن بعض الفرق اللبنانية في البطولة مثل الشانفيل الوصيف توازي في مستواها المنافسين في دبي". وتوقّع سركيس أن يكون الخطر الأكبر على الحكمة من فريق هونغ كونغ حامل اللقب سابقاً ممثل شرق آسيا الذي أزاح لياونينغ الصيني وصيف 1999، والاتحاد السعودي والريان القطري الزاخرة صفوفه بالمجنسين والأجانب. وجمهور كرة السلة اللبنانية يتطلع أن يعود الحكمة الى بيروت يوم 9 حزيران حامل الكأس الآسيوية ومضيفاً الى رصيده لقبه ال14... وصفحة التصويت الخاصة بالاتحاد الآسيوي للسلة في موقعه على الانترنت تعطيه نسبة 6،86 في المئة للفوز... وسركيس قال ان حظوظ الحكمة تفوق ال90 في المئة. متفرقات يعسكر فريق اتحاد جدة في ابو ظبي أ ف ب قبل ان يتوجه الى دبي للمشاركة في النهائيات، ويقوده المدرب الاماراتي عبدالحميد ابراهيم، مدرب الوحدة الاماراتي سابقاً، والذي كان باشر مهمة الاشراف عليه قبل نحو اربعة اسابيع ونجح معه في الفوز بكأس السعودية وبطولة الدوري ولقب بطل المثلث الماسي. وتتألف بعثته من غسان ينبعاوي وعثمان فلاتة وعادل الجهني وعبدالله ريحان ومبروك الحربي وحسن عطالله وعلي السنحابي وعلي المغربي وعبدالمحسن المرواني والاجنبيين جوني روس وتوماس فاتسكوتاس. من جهة اخرى، خسر الاهلي الاماراتي، مستضيف البطولة، امام القادسية الكويتي في مباراة ودية 64-79، علماً ان الاول خاض المباراة بلاعبيه المحليين فقط من دون اجنبييه الليتواني والاوكراني، بينما اشرك القادسية محترفيه الاميركيين دومي وايفلن. يذكر ان الاسترالي براين ليستر يشرف على تدريب فريق الاهلي، والكويتي فهمي الخضرا على القادسية، والذي اعتبر ان فرص فريقه جيدة في التأهل للدور نصف النهائي. وكان القادسية احرز هذا الموسم بطولة الكأس المحلية، وحل ثانياً في البطولة. ويصل اليوم الى دبي فريق المنامة البحريني الذي يشارك ضمن المجموعة الثانية بمعنويات عالية بعد فوزه بلقب الدوري والكأس المحليين فضلاً عن انه بطل الخليج.