بحث الرئىس الفرنسي جاك شيراك امس في قصر الاليزيه مع رئىس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، في سبل انعاش الوضع الاقتصادي في لبنان. وقال الحريري عقب اللقاء المنفرد بينه وبين شيراك، والذي تخللته مأدبة غداء، ان الرئيس الفرنسي ابلغه بالمساعي التي يقوم بها، لتنظيم لقاء ثان بين الحكومة اللبنانية وممثلي الهيئات المالية الدولية، في موعد لم يحدد بعد ويرجح ان يكون الصيف المقبل. الا ان مصادر المجتمعين نقلت عن شيراك ان الموعد ومكان الانعقاد والاطراف الذين سيشاركون، ستحدد خلال اسبوعين، وان الاتصالات مستمرة في هذا الشأن. وسألت "الحياة" الحريري خلال لقائه الصحافي في باريس عن سعيه الى الحصول على مساعدات تمكن لبنان من خفض نسبة خدمة دينه من 43 في المئة من الموازنة الى مستوى لا يتجاوز 25 في المئة، فأجاب: "اذا نظرنا الى الموازنة الآن، فإن كل دولار ننفقه يذهب 43 سنتاً منه لخدمة الدين، و20 سنتاً لضمان الأمن، والباقي لمصاريف الدولة". وأضاف ان "مشكلة خدمة الدين كبيرة ونحن نريد مساعدة من الخارج لحلها، لأننا، من جانبنا، نحاول خفض النسبة المتعلقة بالأمن والمصاريف". وتابع ان لبنان يسعى لكي تكون هذه المساعدة عبر المزيد من الودائع المالية في البنك المركزي إضافة الى مساعدات تمكنه من اعتماد قروض ذات كلفة متدنية طويلة المدى، بدلاً من القروض المرتفعة الكلفة. ورفض الحريري الافصاح عن مستوى الودائع التي ينبغي توافرها لدى البنك المركزي. وقال: "لدينا بليون دولار الآن، ونحتاج الى اكثر من ذلك من اجل المساعدة على تسديد خدمة الدين وخفض الفائدة من 13 في المئة الى 7 في المئة". وقال مراقبون غربيون ل"الحياة" ان الاسرة الدولية والادارة الاميركية تدرس جدياً امكان تأمين المساعدات المطلوبة للبنان، اما في إطار جهود مشتركة من الاسرة الدولية واما في اطار جهود مشتركة بين البنك الدولي وصندوق النقد الدولي". وكان الحريري استقبل صباحاً في منزله في باريس وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين في حضور مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية ايف-اوبان دو لا ميسوزيير. وقال فيدرين: "إن فرنسا ملتزمة جداً، وناشطة جداً، حيال دعم لبنان والسماح له بالتغلب على المشكلات الاقتصادية الراهنة لأن استقراره عنصر اساسي في نظرنا، ولن يكون هناك تقدم او حل في الشرق الاوسط، ان لم يكن لبنان مستقراً". وأضاف ان محادثاته مع الحريري تناولت ايضاً قمة الفرنكوفونية في بيروت في الخريف المقبل. وسئل هل هو متشائم بعد فشل مبادرة الرئىس المصري حسني مبارك لوقف العنف في المناطق الفلسطينية، اجاب: "بالنسبة الى الشرق الاوسط، لم نقل يوماً اننا متشائمون او متفائلون، بل نحن ببساطة مصممون ومثابرون ونعتقد ان علينا الا نستسلم لليأس". وأضاف: "قلنا في الأيام الاخيرة بوجوب اعطاء المبادرة المصرية - الاردنية الفرص الكاملة، وسنشجع كل مبادرة من شأنها خفض التوتر وفتح الآفاق السياسية مجدداً". وكان الحريري تلقى اتصالاً هاتفياً من رئىس الحكومة الفرنسية ليونيل جوسبان، وتناول معه نتائج جولته على واشنطن ونيويورك وكندا.