} يجمع العاملون في قطاع السياحة في منطقة الشرق الأوسط ممن يشاركون في معرض "الملتقى 2001" في دبي على ان المنطقة برمتها تشهد ركوداً وتراجعاً في حجم النشاط السياحي نتيجة الاضطراب السياسي الذي أدت اليه أحداث الانتفاضة منذ سبعة شهور مضت. يعتبر "الملتقى 2001" اكبر معرض اقليمي لصناعة السياحة والسفر في منطقة الشرق الأوسط. وشهد السنة الجارية حجوزات قياسية تمثلت بمشاركة 800 شركة من 55 دولة. إلا ان هذه الارقام لا تعكس وضع السوق الحالي بقدر ما تعكس التوقعات التي كانت سائدة العام الماضي حينما كان من المنتظر ان تشهد سوق السياحة معدل نمو غير اقليمي يدور في محيط 12 في المئة. ويعترف المسؤولون في سلاسل الفنادق والمنتجعات الترفيهية ووزارات السياحة العربية وشركات الرحلات الجماعية الذين التقتهم "الحياة" بأن حركة السياحة الوافدة الى العالم العربي في تباطؤ ملحوظ، وان هناك إلغاءات متكررة سجلت خلال الشهور الماضية في وقت تدنت نسبة الحجوزات فيها الى اكثر من 30 في المئة. ودفع هذا الأمر البلدان العربية، لا سيما سورية ولبنان والأردن ومصر الى تسهيل اجراءات دخول السياح وتكثيف تعاونها الاقليمي بقصد الترويج لبعضها البعض كوجهات متكاملة، علاوة على التركيز على السياحة العربية والخليجية منها خصوصاً، على اعتبار انها سياحة لا تتأثر بالتردد الذي قد يعاني منه السياح الغربيون غير القادرين على تفهم طبيعة المخاطر التي قد تواجهها أسواق الشرق الأوسط نتيجة حال الاضطراب السياسي. وقال وزير السياحة والآثار الأردني عقل بلتاجي ل"الحياة": "هذه السنة نركز على السياحة الخليجية وقد أزلنا كل العوائق الإدارية أمام دخول السياح العرب والدوليين. ولدينا خطة عمل بدأناها منذ اشهر ونتوقع ان تسهم في المحافظة على مستوى مقبول في النمو في سوقنا السياحية". واضاف: "نركز ايضاً على تدعيم تعاوننا مع كل من سورية ولبنان". اما عن التعاون السابق مع اسرائيل فقال انه مجمد "لأن اسرائيل اعطت وعوداً لم تلتزم بها وعندما تفعل ذلك ستتغير الصورة". وقال كرم كرم وزير السياحة اللبناني ل"الحياة" ان لبنان "متفائل بنجاح موسمه السياحي على رغم الخضات التي حدثت" والتي وصفها بأنها لن تؤثر في صناعة السياحة والسفر المحلية "لأنها اعتادت على امتصاص اي صدمات من هذا القبيل ناجمة عن الأوضاع الاقليمية". واضاف ان وزارته أعدت تصوراً متكاملاً للمرحلة المقبلة سيشرع في تطبيقه وسيترجم في الموسم السياحي المقبل بمهرجانات واحتفالات وأنشطة تتيح للسائح الاستفادة من مزايا اقامته في لبنان، وتتجاوز مجرد الاستفادة من جمال العوامل الطبيعية والتسهيلات الكثيرة المقدمة للزوار وفي مقدمها الاسعار والرسوم المنخفضة وتسهيل معاملات الدخول. وتبدو السعودية بعيدة عن هذا الهاجس في ظل توقعات بتحقيق نمو قياسي في عدد الزوار خلال السنة الجارية، الأمر الذي قد يجعلها أول وجهة سياحية في كامل منطقة الشرق الأوسط. ونقل عن طارق عبدالرحمن الرشدان أحد مسؤولي شركة "مشاعر" السعودية - الكويتية المتخصصة في خدمات الحج والعمرة قوله ان السعودية ستستقبل السنة الجارية قرابة عشرة ملايين معتمر من مختلف أنحاء العالم "بعد صدور قوانين التأشيرة السياحية الجديدة". وشهد يوم امس اعلان افتتاح مجموعة جديدة من الفنادق في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يعكس الى حد كبير استمرار ثقة المستثمرين بمستقبل المنطقة السياحي. وأعلنت "راديسون ساس" افتتاح فندقها الجديد في مدينة شرم الشيخ الشهر الجاري، والذي يعد الأول ضمن فندقين جديدين تفتتحهما في مصر السنة الجارية. كما أعلنت المجموعة نيتها مضاعفة تواجدها في العالم العربي ثلاثة اضعاف العام المقبل. الا ان مجموعة "هيلتون" أشارت الى ان مشروعين لديها لإقامة فندقين في شرم الشيخ تأثرا سلباً بسبب الانتفاضة. ومن المنتظر ان تنتهي غداً فاعليات "الملتقى 2001".