نيويورك - رويترز - قال مدع اتحادي أول من أمس ان الحكومة الأميركية أثبتت ان أربعة من اتباع اسامة بن لادن كان لهم دور فاعل في مؤامرة مزعومة ضد الاميركيين تشمل حادثي تفجير السفارتين في شرق افريقيا العام 1998. وقال نائب ممثل الادعاء كينيث كاراس في المرافعات النهائية في محاكمة المتهمين الأربعة امام محكمة مانهاتن الاتحادية: "عرضنا عليكم مؤامرة لقتل مواطني الولاياتالمتحدة لا لشيء إلا لانهم اميركيون". وأضاف ان الحكومة اثبتت بما لا يدع مجالاً للشك ان المتهمين تورطوا في "أفعال لا توصف أتت على ارواح وآمال واحلام المئات ... هذه الافعال الآثمة التي استهدفت دولاً صديقة". وتابع ان هذه "أفعال ظالمة تستوجب المساءلة". ويقول المدعون ان المؤامرة نفّذها اعضاء من تنظيم "القاعدة"الذي يشرف عليه إبن لادن وانها شملت تفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي في كينيا ودار السلام في تنزانيا في آب اغسطس 1998، مما اسفر عن مقتل 224 شخصاً بينهم 12 اميركياً وادى أيضاً الى اصابة الالاف. وقال كاراس ان المؤامرة ترجع الى العام 1990 عندما غزا العراقالكويت. وقال ان غضب ابن لادن من وجود القوات الاميركية في الخليج أدى الى تفجير السفارتين الاميركيتين في افريقيا بعد ذلك بثماني سنوات. واضاف ان "وجود القوات الاميركية أصبح الشغل الشاغل ل "القاعدة". قال ابن لادن ان تنظيم القاعدة عليه فعل أي شيء لاخراج الاميركيين وقتلهم حيث كانوا. وهذا بالضبط ما فعله". ووصف كاراس كيف نمت "القاعدة" الى تنظيم له مكاتب في جميع انحاء العالم "مثل شركة دولية متعددة الجنسيات". وقال ان التنظيم يدير أعمالاً تجارية عدة منها الاستثمار والتشييد والنقل. بل انه يدير مزارع حيث يتم تدريب عناصره على استخدام المتفجرات والاسلحة النارية. وقال "ان الربح ليس هو الدافع لكنه الجهاد". وقال انه عندما قدمت القوات الاميركية الى الصومال كجزء من عمليات حفظ السلام رأى إبن لادن انها محاولة من الاميركيين لاستعمار البلاد. واشار الى شهادة جمال أحمد الفضل وهو شاهد حكومي رئيسي وأحد اعوان إبن لادن المقربين سابقاً واحد الاعضاء المؤسسين لتنظيم "القاعدة". وهرب الفضل بعد سرقة اموال من "القاعدة" ثم سعى الى الحصول على حماية الولاياتالمتحدة العام 1996. وكانت المعلومات التي قدمها الفضل أساسا لتهم رئيسية في لائحة الاتهام التي تضم ما يزيد على 300 بند. وشهد الفضل عن اجتماع له مع ابن لادن العام 1993 ناقشا فيه الوجود العسكري الاميركي في الصومال. وقال الفضل ان ابن لادن تحدث عن قدوم جيش الولاياتالمتحدة الى القرن الافريقي قائلاً: "علينا وقف رأس الثعبان. ان الثعبان هو اميركا. علينا ان نقطع رأس الثعبان ونوقف ما يفعلونه الان". وذكر كاراس ان "القاعدة" انشأت مركزاً للنشاط في نيروبي لتنفيذ خطتها لمهاجمة القوات الاميركية في الصومال. وقال الادعاء ان المركز استخدم لاحقاً في عملية تفجير السفارة الاميركية. وبين المتهمين الذين تجري محاكمتهم السعودي محمد راشد داود العوهلي 24 عاماً الذي كان في الشاحنة المستخدمة في الهجوم على السفارة في نيروبي والتنزاني خلفان خميس محمد 27 عاماً الذي اتهم بالمشاركة في الهجوم على السفارة في دار السلام. ويواجه الاثنان عقوبة الاعدام في حال ادانتهما. والمتهمان الاخران في المحاكمة هما وديع الحاج 40 عاماً وهو اميركي لبناني المولد ومحمد الصادق عودة 36 عاماً وهو اردني. والاثنان متهمان بالتآمر وليس بالمشاركة المباشرة في تفجير السفارتين. وربما يواجهان عقوبة السجن المؤبد حال ادانتهما. ووصف كاراس الحاج، وهو سكرتير سابق لابن لادن، بانه "حارس" زعيم تنظيم "القاعدة" وانه "يسهل عمل" مخطط المؤامرة. وزعم كاراس ان الحاج حاول ايضاً اعاقة تحقيقات الحكومة الأميركية بكذبه على أعضاء هيئة محلفين عليا. وقال كاراس: "فضل المواطن الاميركي إبن لادن على اميركا". واستمرت المرافعات النهائية أمس الاربعاء ويتوقع ان تستغرق اسبوعاً.