انتهى الإدعاء الأميركي الأربعاء من تقديم ردوده على المرافعات النهائية للدفاع عن المتهمين الأربعة في قضية المؤامرة لقتل الأميركيين وتفجير السفارتين في شرق افريقيا العام 1998. ويُتوقع ان يكون أعضاء هيئة المحلّفين في محاكمة مانهاتن الفيديرالية بدأوا أمس الخميس مداولاتهم في الحكم بعدما انتهى القاضي ليونارد ساند مساء الأربعاء من تقديم تعليماته اليهم في خصوص قبول أو رفض الأدلة التي عُرضت عليهم خلال المحاكمة التي بدأت في شباط فبراير الماضي. ويُحاكم أربعة أشخاص أمام المحكمة في هذه القضية هم محمد راشد داوود العوهلي سعودي وخلفان خميس محمد تنزاني ووديع الحاج أميركي من أصل لبناني ومحمد الصادق عودة أردني. ويواجه العوهلي ومحمد عقوبة الإعدام في حال ادانتهما، في حين يواجه الحاج وعودة إمكان السجن مدى الحياة. ولوحظ ان مرافعات الدفاع النهائية عن العوهلي ومحمد أظهرت من يُشبه التوقع المسبق بإدانتهما، إذ اكتفى المحامون بالسعي الى إقناع المحلّفين بعدم إصدار حكم بالإعدام، من دون نفي التهمة عنهما. ويتهم الإدعاء العوهلي بأنه كان في مهمة إنتحارية ضد سفارة الولاياتالمتحدة في نيروبي، في حين يزعم ان محمد شارك في إعداد القنبلة التي استهدفت السفارة في تنزانيا. وقال الإدعاء في مرافعاته الختامية ان محمد ابلغ المحققين بعد اعتقاله في 1999 في جنوب افريقيا انه سيقتل الأميركيين مجدداً في حال إطلاقه. وأشار محامو الرجلين الى ان أقوالهما الى المحققين بعد توقيفهما العوهلي أُوقف في نيروبي أُخذت منهما بطرق غير قانونية. لكن الإدعاء رد، الأربعاء، بالقول ان العوهلي لم يقدم اعتراضاً خلال كلامه مع المحققين. كذلك سعى الإدعاء الى تأكيد تورط المتهم عودة في تفجير نيروبي. وأبرز مستندات صوردت من منزله في كينيا بعضها عبارة عن خرائط للسفارة الأميركية في نيروبي. ويؤكد عودة انه ليس طرفاً في تفجير نيروبي، لكنه يعرف المنفّذين. وهو تحدث الى المحققين بعد اعتقاله في كراتشي وإعادته الى نيروبي عن علاقته ب "القاعدة" ومنفّذي عملية التفجير. لكنه أصر دائماً على انه لم يُشارك في عملية نيروبي. أما وديع الحاج فقد سعى محامو الدفاع عنه الى التأكيد انه رجل أعمال قام دائماً بأعمال لا تخالف القوانين. وأكدوا انه "لم يُفضّل أسامة بن لادن على أميركا"، مثلما زعم محامو الإدعاء، بل على العكس "فضّل أميركا على إبن لادن". وشدد الدفاع أيضاً على ان موكلهم يُحاكم ليس على جرائم ارتكبها بل على "علاقاته" مع إبن لادن عمل سكرتيراً خاصاً له في الخرطوم وقادة تنظيم "القاعدة" مثل أبو عبيدة البنشيري وأبو حفص المصري.