مرة بعد اخرى يثبت الاتحاد الآسيوي لكرة القدم انه اتحاد يهتم بنصف القارة ولا يعنيه النصف الآخر، وترتكز اهمية القسم الشرقي في اكبر قارات العالم على الشركات المموّلة للاتحاد الآسيوي التي يحسب لها مسيّرو الاتحاد الف حساب عند التخطيط او تنفيذ المسابقات والبرامج. وهدف امين الاتحاد بيتر فيلابان دائماً هو ارضاء فرق ومنتخبات الجزء الشرقي من القارة وتحديداً الفرق اليابانية والصينية والكورية الجنوبية على حساب اندية ومنتخبات القسم الغربي "المغلوب على امره". وينظر السعوديون دائماً بكل حنق الى قرارات الاتحاد الآسيوي ويصفونها بغير العادلة، ولو قيّض لأي منصف رياضي ان يجري استفتاء في الاوساط الرياضية السعودية عن الشخصية التي تحظى بالنصيب الاكبر من الكراهية على صعيد الرياضة الآسيوية، فالنتيجة لن تكون مفاجئة اطلاقاً، إذ ان فيلابان سيحصل على المركز الاول من دون جدال. ما دعاني لهذه التوطئة هي القرارات المتتالية التي اصدرها الاتحاد الآسيوي ازاء السعوديين وفرقهم ، وكان آخرها الموعد الذي اقترحه الاتحاد لاقامة كأس السوبر الآسيوية التي تجمع عادة بين بطل ابطال الكؤوس وبطل ابطال الدوري. وبعدما عرف الاتحاد الآسيوي ان الشباب فاز بكأس الكؤوس وأن فريقي جوبيليو ايواتا الياباني وسوان سامسونغ الكوري بلغا نهائي كأس ابطال الدوري، وأخرجا بالتالي ممثلي القسم الغربي من القارة بيروزي الايراني وارتيش الكازاخستاني، ضرب الاتحاد موعداً غريباً لإقامة السوبر وهو اليوم الاخير من شهر حزيران يونيو المقبل. وعندما اقترح الاتحاد الآسيوي هذا الموعد فانه لم يقم اي اعتبار لبطل كأس الكؤوس وهو الشباب، فالموسم الرياضي السعودي انتهى لتوّه، وعملياً لا يمكن ان يستمر لاعبو الشباب في الاستعداد شهراً كاملاً بعدما فرغوا من اداء المسابقات المحلية والقارية، لانهم، وبكل بساطة، يحتاجون الى وقت مستحق للراحة ثم استئاف الاستعداد، وهذا ما يدعو اليه رئيس الاتحاد الدولي سيب بلاتر ومحاولته إبعاد لاعبي كرة القدم عن معشوقتهم لشهر واحد على الاقل قبل معاودتهم الركض من جديد، ولو قيّض للشبابيين قبول الموعد الآسيوي المقترح، لسجل لاعبوهم رقماً قياسياً لانهم لعبوا موسمين من دون انقطاع. يعتقد الكثيرون ان الاتحاد الآسيوي يهدف دائماً الى ان تكون البطولات من نصيب فرق شرق القارة، واعتقادهم هذا فيه الشيء الكثير من الصحة، وفي الوقت الذي يلقى كثيرون باللائمة على مسيّري الاتحاد القاري لتخبطهم الدائم في اصدار القرارت، فانهم في الوقت ذاته يحمّلون الاعضاء العرب فيه جزءاً من المسؤولية ازاء ما يحدث للرياضة العربية في آسيا. ويؤكدون انه يتوجب على عبدالله الدبل ومحمد بن همام والأمير الوليد بن بدر وأسد تقي ومحمد المحشادي ورهيف علامة وفاروق بوظو ان يقفوا موقفاً حازماً من تخبطات الاتحاد، بل ان بعضهم يبارك مثل هذه القرارت العشوائية املاً في البقاء فترات طويلة في المناصب القارية. هذا الكلام لا يأتي اعتباطاً، والدليل موقف بعض الاعضاء من العقوبات التي اوقعها الاتحاد بلاعبي الهلال يوسف الثنيان والكاتو، وإبقاء الحكم الياباني اوكاتا في مأمن من العقوبة، وحجب لقب فريق القرن الآسيوي، عندما تأكد لفيلابان انه لن يذهب لفرق شرق القارة بسبب حداثة تأسيسها وإلى الانجازات التي حققتها فرق غرب آسيا، وتحديداً الاندية السعودية، الأمر الذي دعاه الى القول ان هذا اللقب هو شرفي ولن نلتزمه. وكان المؤتمر الصحافي الذي عقده فيلابان اخيراً في جدة ابان اقامة تصفيات كأس الكؤوس الآسيوية بمثابة استفزاز للرياضيين السعوديين، إذ تجاهل كل ملاحظاتهم المنطقية. والغريب ان فيلابان نفسه هو القاضي والجلاد في الوقت ذاته، عندما يقول فيلابان "ايقاف لاعبي الهلال كان مشروعاً، المسببات كانت واضحة والتأخير له اسبابه بسبب سفري المتواصل. للهلاليين حق الاستئناف لكنه لن يُقبل"!!... هل بعد هذا دليل على موقف فيلابان السلبي تجاه كرة القدم السعودية؟ ان ابلغ رد يمكن للسعوديين تقديمه لفيلابان هو اجباره على التصفيق لهم في منصات التتويج وهذا ما فعله الشباب اخيراً، وعلى رغم الابتسامة العريضة التي يرسمها فيلابان عند تتويج اي من فرق غرب القارة، إلا ان المؤشرات تدل الى ان تلك الابتسامات تخالف دواخل الامين العام.