تعود عبادة الشيطان الى القرن الثامن الميلادي عندما أُلف "الكتاب الأسود" الذي تضمن طقوس السحر الأسود وشعوذات وتحضير أرواح والجنّ والعفاريت. في القرون الوسطى، شنت الكنائس الأوروبية ما سمّي بحملة صيد الساحرات وحرقهن على أنهن من أتباع الشيطان. الماسونية لم تسلم، ففي حقبة من تاريخ هذه المنظمة السرية، اتُهم اعضاؤها بعبادة الشيطان، مما جعلهم "يختفون". في منتصف القرن العشرين اتهم كثيرون من الموسيقيين، خصوصاً موسيقيي القيثارة في فرق البلوز والروك، بأنهم باعوا أرواحهم للشيطان ليحصلوا على ما يريدون. منهم إريك كلايتون وجيمي بايج. بقي هذا الرابط بين موسيقى الروك والشيطان، إذ منعت بعض الأسطوانات في الولاياتالمتحدة حتى أن بعض الولايات منعت تلك الفرق من إحياء حفلات على أراضيها. أما اليوم فقد زال هذا الرابط، ويوجد فرق "روك كنائسي" و"روك التراتيل". في 30/4/1966 نُظمت عبادة الشيطان عندما حلق انطون لافاي رأسه وأسس "كنيسة الشيطان" في سان فرنسيسكو. وأصبح هذا العام السنة الأولى "بعد الشيطان". في السنوات القليلة التي تلتها، أصدر لافاي كتباً عن الشيطانية ووضع لها أسساً. أولها كان "كتاب الشيطان" الذي تضمن تعريفاً بعبادة الشيطان وقواعدها وخطاياها. اتخذ لافاي لحركته شعاراً مستوحى من رسم على غلاف كتاب عن الماسونية لأزولد ويرث إصدار عام 1931 وهو عبارة عن نجمة خماسية "مقلوبة" في وسطها رأس جَدْي على أنه أقرب إله فرعوني للشر وكلمة Leviathan اسم عفريت مكتوبة باللغة العبرية. من اللافت ان الولاياتالمتحدة والصين والاتحاد السوفياتي سابقاً ومعظم الدول الشرقية تستعمل النجمة الخماسية في أعلامها. الفرق الوحيد انها ليست مقلوبة. ونصب لافاي نفسه الكاهن الأعلى للشيطانية وعين صديقته وأصدقاءه كهنة في معبده. كانوا يمارسون السحر والطقوس على الأسس التي بناها لافاي، أهمها "القداس الأسود". وثمة تشابه بين طقوس القداس الأسود وطقوس دينية أخرى، إذ يرتدي الكاهن الذي يحييه ثوباً أسود. في القداس الأسود شيء من الهزال فيستعاض عن المذبح بظهر امرأة وترداد تعويذات وسحر ومدح للشيطان، وللشيطان صور عدة ولكل واحدة اسم "بيلزيباب" على شكل نحلة، و"داميان" على شكل ثعبان، و"أمير الظلام" بصورة الإنسان، و"ساتان" أي الشيطان بصورته الحقيقية. للشيطانية، كما فسرها لافاي، "وصايا" و"خطايا". وهي تمثل الانتقام بدلاً من إدارة الخد الى الآخر. والانغماس بدلاً من الحرمان". قبل موت الكاهن الأعلى عام 1997 حظيت الشيطانية بالكثير من التغطية الإعلامية في الغرب. واليوم لها موقع على الإنترنت لإعطاء المعلومات واستقبال الأعضاء الجدد، لقاء مبلغ مئة دولار أميركي. ويرسل الى العضو الجديد بطاقة تعريف عادية وواحدة إلكترونية قد يسأل عنها من قبل اعضاء آخرين إذا أراد حضور احد الطقوس. وفي نظامها الداخلي يعطي الكاهن الأعلى حالياً تراخيص لبعض الأعضاء ويعينون كهنة مسؤولين في منطقتهم ليقودوا القداس الأسود والنشاطات الأخرى للأعضاء. يسمى هذا النظام "نظام المغارة" ولا يوجد معلومات عن أماكن وجود هذه "المغارات" فهي بالغة السرية ويتكاثر وجود هذه المغارات في الولاياتالمتحدة والسويد وبعض البلدان الأوروبية والجنوب اميركية.