كان - "الحياة" - لم تكن الفتنة تنقص الشاطىء اللازوردي المعانق رمال "الريفييرا" الفرنسية، حتى ازداد فتنة على مرّ 54 عاماً من تظاهرة "كان" السنوية للسينما. ولم تبهت الحفلة الختامية، بل تصاعدت بهاء وانواراً، وصارت "عملاً سينمائياً" في حدّ ذاتها، ربما استحق يوماً "السعفة الذهبية" الشهيرة! لكن شيئا ما ذهب. ففي زمن السينما الحقيقية، لبست بريجيت باردو البيكيني، والتقطتها كاميرات صحف الورق، في حينه، فبدت كأنها خرجت لتوها من شريط روجيه فاديم "وخلق الله المرآة" 1968. وهذه السنة، سارت الممثلة الاسترالية نيكول كيدمان على بريق شهرة مدوية، زاد فيها طلاقها شبه الفضائحي من توم كروز. لكن ما فقدته السينما منع من خطفتهم الأعين في "مولان روج"، مع المخرج باز ليبرمان، من هزّ اي ركن ثابت، سوى مرارة المنافسين. وحضرت النسوة بقوة، وترأست الممثلة النروجية ليف اولمان لجنة التحكيم، ممسكة بمصائر الافلام والاسماء. وكرمت الممثلة الاميركية ميلاني غريفيث، زوجة الممثل أنطونيو بانديراس. والتمعت الممثلة ليتيسيا كاستا، بطلة فيلم "الارواح القوية" للمخرج الاسباني راوول رويز... ولا ننسى التونسية مفيدة التلاتلي. ولا يبدو كل ذلك الا اثراً باهتاً قياسا على أثر سينما باردو وفاديم. ومع استحضار سينما الستينات في كثافة، بدا المهرجان ال54 أقرب الى استحضار بائس للارواح. والارجح أنها خلاصة لمقارنة حضور بعض الوجوه في الزمنين، وجوه مثل فرانسيس فورد كوبولا القيامة الان، وايتوري سيكولا منافسة خسيسة وجاك نيكلسون العهد. إلا أن السينما ودعت مكاناً مهماً في الفن البصري، وحل فيه التلفزيون، في امتياز لافت. ووزع عدد من الجوائز للأفلام التي عرضت في التظاهرات الموازية للبرنامج الرئيس مثل: جائزة تظاهرة "نظرة ما" للفيلم الفرنسي "حب الطفولة" للمخرج ايف كومون، وجوائز "فيبرسكي" للفيلم الإيطالي "غرفة الابن" لناني مورتي، والياباني "كايرو" لكيوشي كوروساما، والفرنسي "مارتا... مارتا" لساندرين فيست والفرنسي - الكندي "البورنوغرافي" لبرنتران بونيللو. واختيرت أفلام عرضت خلال النشاطات المرافقة للمهرجان فحصلت على جوائز خاصة.