كان جنوبفرنسا - "الحياة" - "أحب السينما، هذا صحيح، لكني فقط في الأفلام الأميركية لم أنم خلال العرض"... قالها مبتسماً صديق ايطالي مسؤول في مهرجان في احدى المدن الايطالية. الصديق معتاد على "كان" ومهرجانها منذ ما لا يقل عن عشرين عاماً. ولم يسبق له أن أقرّ بأنه يحب السينما الأميركية الى هذه الدرجة، لكنه هذه الدورة سئم، كما قال لنا، "تلك السينما الأوروبية والآسيوية" التي تجعل من الموت وكل ما يحيط به موضوعاً أساسياً لها. عندما قال الصديق ذلك كان يعلق على الهمسات التي تحدثت عن حتمية فوز فيلم "غرفة الابن" لمواطنه ناني موريتي بالسعفة الذهبية، وهي أرفع جوائز المهرجان. الصديق يحب هذا الفيلم ولكن، قال: "هل يمكن القبول بفوزه الكبير هذا وفي مواجهة أفلام مثل "الرجل الذي لم يكن هناك" لجويل كوين، أو "العهد" لشين بن، أو حتى "مولان روج" لباز ليرمان"؟ قبل ظهور النتائج النهائية لمهرجان "كان" في دورته الرابعة والخمسين، مساء أمس الأحد، كان يمكن الافتراض، لأن أي فيلم لم يشكل مفاجأة حقيقية، ان "السعفة" ستذهب الى "غرفة الابن"، الفيلم الذي فيه يبتعد ناني موريتي، طفل السينما الايطالية المدلل، عن سيرته الذاتية ليقدم حكاية أسرة، رأسها محلل نفسي، تفقد ابنها. الفيلم لاقى اعجاباً كبيراً، وكانت سبقته سمعة نجاحه في ايطاليا. من هنا لن يشكل فوزه مفاجأة لأحد. في المقابل بات من المؤكد ان ايزابيل هوبير، نجمة فرنسا الكبرى هي التي فازت بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "معلمة البيانو"، كما فاز شريكها في الفيلم بنوا ماجيمال بجائزة أفضل ممثل. والفيلم حقق لمخرجه النمسوي ميشال هانيكي "الجائزة الكبرى" وهوكان يريد جائزة أفضل مخرج. هذه النتيجة المثلثة الأخيرة لم ترضِ من عرف بها. وقد ذهبت التوقعات الى منح ديفيد لينش جائزة لجنة التحكيم الكبرى ثاني جوائز المهرجان عن فيلمه "مالهولاند درايف" الذي تدور أحداثه في هوليوود عوّض بعض الشيء عن تكريم أوروبا لنفسها بمنحها أكثر الجوائز لأفلام أوروبية. لكن لينش يطمح ايضاً الى جائزة افضل مخرج، وقد يفاجأ بها. تنشر "الحياة" غداً قراءة للنتائج والجوائز وتوزيع، لكن يمكن القول بلا مبالغة ان الفائز الأكبر في "كان" كان الموت، موضوعاً وأسلوباً وعالماً قائماً في ذاته: موت الحبيب، أو موت الأب، أو موت الابن كما في "غرفة الابن".