نجح اللوبي الإسرائيلي في مجلس النواب الأميركي في انتزاع غالبية ضئيلة لمصلحة مشروع تعديل لقانون المساعدات الخارجية يقضي بوقف المساعدات العسكرية للبنان، ومن ثم بوقف المساعدات الاقتصادية بعد ستة أشهر، إذا لم يرسل الجيش اللبناني إلى الجنوب. راجع ص4 وفيما يحتاج المشروع، كي يصبح قانوناً، إلى تصويت جديد في مجلس الشيوخ الأميركي، فإنه نال في مجلس النواب 216 صوتاً مقابل 210 عارضوه، ما يعني انه نجح بصعوبة. ورد وزير الخارجية الأميركي كولن باول، الذي عارض المشروع علناً، منذ أن اقترحه النائب في الكونغرس توم لانتوس المتشدد في دعمه لإسرائيل بدعم من اللوبي الإسرائيلي "ايباك"، على التصويت الذي حصل أول من أمس برسالة بعث بها إلى رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري أمس أكد له فيها "العمل سوياً من أجل دفع المصالح المشتركة بين البلدين إلى الأمام". وعلّق ناطق باسم "ايباك" على نتائج تصويت مجلس النواب بالقول: "نثّمن بقوة خطوة مجلس النواب... لأنه يوجه رسالة واضحة بأن الأمور لن تبقى كالمعتاد مع لبنان، حتى تلبي الحكومة اللبنانية واجباتها لتأمين الاستقرار في الجنوب من خلال نشر قوات الجيش الرسمي". لكن السفير الأميركي في بيروت ديفيد ساترفيلد، الذي سلم رسالة باول إلى الحريري، قال: "إننا نعترض على أي تشريع يقطع المساعدات عن لبنان". وعكس موقف الخارجية الأميركية رغبة في الرد المباشر على التصويت، خصوصاً أنه أول هزيمة للوزير باول الجمهوري أمام مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون، فيما رأى المسؤولون اللبنانيون أن نتيجة التصويت معنوية ولا تمس المساعدات للبنان حتى الآن، ولا نية الإدارة الأميركية دعم جهود حكومته للتغلب على الصعوبات الاقتصادية التي يعانيها، خصوصاً عبر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، كما وعدت الحريري خلال زيارته إلى واشنطن. وذكرت المصادر اللبنانية والأميركية ان المساعدات للبنان تستفيد منها المنظمات غير الحكومية اللبنانية، لا الحكومة، وان مبلغاً ضئيلاً منها أقل من مليون دولار يستفاد منه لتدريب ضباط في الجيش اللبناني فقط. ورأى المراقبون في واشنطن ان النتيجة المتقاربة في التصويت على مشروع النائب لانتوس الهادف إلى الضغط على لبنان تعكس وجود عدد متزايد من أعضاء مجلس النواب غير مستعدين للتصويت بالطريقة التي تمليها عليهم "ايباك". ويبلغ حجم المساعدات الأميركية إلى لبنان 35 مليون دولار من موازنة وزارة الخارجية و10 ملايين من موازنة وزارة الزراعة. وسعى عدد من المؤسسات الأميركية العربية، إضافة إلى عدد من النواب من أصل عربي إلى الحؤول دون نجاح المشروع، وفي طليعتهم اللبناني الأصل راي لحود الذي ترأس الجلسة وأعطى فرصة لمعارضي القانون لشرح وجهات نظرهم. وأصر لانتوس على التصويت على مستوى المجلس بأكمله بعدما تبين أن لا غالبية بين الحضور حين دعاهم لحود إلى التصويت برفع الأيدي.