تواجه الديبلوماسية اللبنانية ووزارة الخارجية الاميركية اليوم، اللوبي الصهيوني وأصدقاء اسرائيل في الكونغرس الاميركي، حين يصوت مجلس النواب على مشروع تعديل قانون المساعدات الخارجية من أجل ربط المساعدات الأميركية للبنان بنشر جيشه في الجنوب. ويدعو المشروع الذي تقدم به النائب توم لانتوس من أشد مناصري إسرائيل الرئيس الاميركي جورج بوش الى وقف المساعدات العسكرية للبنان، الى ان يبلغ الرئيس الكونغرس أن الحكومة اللبنانية نشرت الجيش في الجنوب. وفي حال انقضت 6 أشهر من تاريخ إقرار التعديل ولم يفعل الرئيس ذلك، عليه إبلاغ اللجان المناسبة في الكونغرس الاميركي بمشروع لإنهاء المساعدات الاقتصادية للبنان. وحاول سفير لبنان في واشنطن فريد عبود إقناع لانتوس بالعدول عن مشروعه، لكنه رفض ذلك الا اذا وعد لبنان بإجراءات امنية في الجنوب تؤدي الى وقف العمليات في مزارع شبعا. وتبلغ المساعدات الاميركية للبنان 45 مليون دولار 35 منها من موازنة وزارة الخارجية و10 من موازنة وزارة الزراعة. وحاول بعض النواب من أصل لبناني اقناع زملاء لهم بعدم التصويت على المشروع. وكانت الحملة لوقف المساعدات الاقتصادية للبنان بدأت اثناء مؤتمر ايباك اللوبي الصهيوني الذي دعا الى الضغط عليه، لوقف عمليات "حزب الله" ونشر الجيش في الجنوب. لكن وزارة الخارجية الاميركية اعلنت معارضتها قانون التعديل، وعبر عن ذلك وزير الخارجية كولن باول اثناء جلسة استماع في الكونغرس الاسبوع الفائت. وفي رسالة الى النائب جو نولنبرغ، حصلت "الحياة" على نسخة منها، جاء أن الخارجية تعارض المشروع لأنه "سيعيق في شكل كبير قدرتنا على متابعة اهداف سياسة الولاياتالمتحدة الحساسة في لبنان والمنطقة، بما في ذلك استقرار الجنوب وتأمين ثقل في مقابل قوى التطرف". واضاف باول: "إن برنامج المساعدات الاقتصادية يعزز مؤسسات الحكومة المركزية في لبنان ويؤمّن اساساً لتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية". وتابع: "اعارض بقوة مشروع التعديل. وأؤكد لك أننا فعلاً نشجع الحكومة اللبنانية لنشر قواتها وبسط سيطرتها على الجنوب وسنستمر". ويأتي التصويت على المشروع بعد أسبوعين من زيارة رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري لواشنطن التي تعهدت خلالها الادارة الاميركية دعم لبنان في جهود اصلاح الاقتصاد لدى البنك الدولي وصندوق النقد. ومن المتوقع ان يزور وزير الاقتصاد باسل فليحان العاصمة الاميركية منتصف الاسبوع المقبل لمتابعة هذه الاجراءات. وكان السفير عبود التقى، الاسبوع الفائت، المنسق الخاص لقسم مكافحة الارهاب في الخارجية ادموند هول للرد على ما ورد في تقرير الارهاب، في ما يتعلق بلبنان، آخر الشهر الماضي. وذكرت مصادر ديبلوماسية أن الخارجية الاميركية تميّز بين الأعمال العسكرية والأعمال الإرهابية، وأن لديه ادلة إلى وجود مخيمات تدريب لمنظمات "إرهابية" في منطقة البقاع، من مثل "حماس" و"القاعدة" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة"، وعلى الحكومة اللبنانية ان تعلن على الاقل نيتها اتخاذ خطوات لبسط سيطرتها على المنطقة ووقف هذه النشاطات.