} حقق الحزب الوطني الحاكم في مصر فوزاً مهماً في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى، فيما يواجه مرشحوه الرسميون منافسة قوية من المنشقين عنه في جولة الاعادة التي ستجري في غالبية الدوائر الثلثاء المقبل. وخسرت المعارضة وجماعة "الاخوان" المقاعد التي ترشح انصارها عليها. تمكن الحزب الوطني الحاكم في مصر من الفوز ب11 مقعدا في الجولة التمهيدية للمرحلة الاولى من انتخابات الشورى التي انتهت مساء أول من امس، معوضا بذلك خسارته في الانتخابات البرلمانية في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. ويخوض مرشحو الحزب الوطني مواجهة حاسمة مع المنشقين عنه على 19 مقعداً في جولة الإعادة للمرحلة الأولى الثلثاء المقبل. ويأمل قادة الحزب بفوز عدد أكبر من مرشحيهم لاثبات استمرار وجوده كأقوى حزب سياسي في البلاد. وعزا مراقبون ارتفاع نسبة الاعادة في الدوائر الى شدة المنافسة بين المرشحين وعجز أي منهم عن الحصول على نصف عدد اصوات الناخبين الذين شاركوا في الانتخابات حسب ما ينص القانون. وهو ما يتوقع تكراره في الجولتين المقبلتين، على رغم انفراد الحزب الحاكم بتحقيق الفوز في المرحلة التمهيدية. وبدأ قادة الحزب الوطني اتصالات عاجلة مع القيادات المحلية في الدوائر التي ستجري فيها جولة الاعادة بهدف توفير الدعم المطلوب للمرشحين. وهدد الامين العام للحزب الدكتور يوسف والي بمزيد من التدابير والقرارات ضد انصار الحزب إذا ساندوا المنشقين ضد المرشحين الرسميين. وكما كان متوقعاً خرجت المعارضة صفر اليدين من الجولة التمهيدية، اذ فشل مرشحوها التسعة، في محافظاتالجيزة والقليوبية والمنوفية وبني سويف، في الاستمرار في المنافسة في جولة الاعادة. واتهمت صحيفتا "الوفد" و"الاحرار" المعارضتان الاجهزة التنفيذية المحلية بمساندة مرشحي الحزب الحاكم ضد المعارضة، واوردت صحيفة "الوفد" توقيف عدد من انصار مرشحيها في محافظتي المنوفية وبني سويف لساعات واطلاقهم بعد اغلاق مراكز الاقتراع. ويشار الى ان التقارير الامنية اكدت عدم رصد أي مخالفات او احداث عنف او شغب في الدوائر المختلفة او شكاوى من المرشحين، الامر الذي نفته الصحيفتان. كذلك خرج من السباف المرشح الوحيد لجماعة "الاخوان المسلمين" الدكتور حمدي زهران الذي عزا فشله الى حصول مخالفات وتجاوزات ضد معاونيه وتدخلات امنية وادارية أعاقت انصاره عن التصويت. وقلل مراقبون من اعتبار نتائج انتخابات الشورى مؤشراً على استعادة الحزب الحاكم نفوذه وذلك على خلفية غياب ترشيح مؤثر من المعارضة وجماعة "الاخوان" من ناحية، وفي الوقت ذاته لعدم إيلاء الاوساط السياسية اهتماماً بالمجلس الاقرب الى المفهوم الاستشاري. غير ان المراقبين رصدوا في الوقت ذاته اهمية المواجهة بين الحزب الحاكم والمنشقين كمؤشر على نجاح اسلوب المجمع الانتخابي في تسمية المرشحين بدلاً من صدور قرارات مركزية بالاختيار كما كان متبعاً.