تنطلق غداً الجولة الأولى من انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى المصري، وسط أجواء هدوء ظاهري يخفي منافسات ساخنة بين مرشحي الحزب الوطني الحاكموالمنشقين عنه، في ظل وجود محدود للمعارضة ومرشح واحد فقط لجماعة "الاخوان المسلمين". ويتنافس 232 مرشحاً، في الجيزةوالقليوبية المتاخمتين للعاصمة والمنوفية والبحيرة والفيوم وبني سويف وقنا وشمال سيناء، على 29 مقعداً في مجلس الشورى، في انتخابات تعتبر الاكثر اثارة منذ تأسيس المجلس العام 1980. اذ كان الناخبون لا يولون اهمية كبيرة نظرا الى ان المجلس لا يتمتع بصلاحيات تشريعية مهمة ولان غالبية المرشحين تفوز بالتزكية . وبدت المعارضة بعيدة عن المنافسة. ويشارك منها في المرحلة الاولى تسعة مرشحين فقط يمثلون ستة احزاب، قي يفوز منهم مرشح الحزب الناصري في محافظة الجيزة صلاح الدسوقي الذي خاض جولة الاعادة في الانتخابات البرلمانية الاخيرة وخسر بفارق ضئيل. ويسود الغموض موقف مرشح "الاخوان" في بني سويف الدكتور حمدي زهران الذي شكا من "مضايقات ادارية وامنية أدت الى محاصرة نشاطه الدعائي واتصاله بالناخبين". وتخوض المنافسات الانتخابية ثلاث مرشحات جميعهن مستقلات، اثنتان في محافظة القليوبية والثالثة في البحيرة شمال مصر، وذلك اثر استبعاد الاحزاب اختيار سيدات ضمن قوائم المرشحين، فيما قرر المجلس القومي للمرأة تقديم دعم سياسي للمرشحات لمساندتهن وتشجيع النساء على خوض الانتخابات من دون الالتفات الى انتمائهن السياسي أو الحزبي. وتنحصر المنافسة عمليا بين مرشحي الحزب الوطني الحاكم والمنشقين الذين لم يتراجعوا عن الترشيح، على رغم صدور قرارات بفصلهم من الحزب الذي رشح ثلاثة وثلاثين في مواجهة اكثر على مئة من المنشقين. وتعتقد مصادر الحزب بان انتخابات الشورى ستكون تجربة مهمة لتقويم خطوات تطوير الأداء التي تمت في الاشهر الماضية عقب الهزيمة التي لحقت به في الانتخابات البرلمانية وادت الى خسارته نحو ستين في المئة من مرشحيه الرسميين في مواجهة المنشقين عنه. وتجري انتخابات التجديد النصفي للمجلس كل ثلاث سنوات لاختيار 88 عضواً، علما ان ثلثي الاعضاء ينتخبون والثلث الاخر يعين بقرار من رئيس الجمهورية. ويتوقع صدور قرار باختيار 44 عضواً عقب انتهاء المرحلة الثالثة والاخيرة في 12 من الشهر المقبل. واللافت ان الاجهزة الامنية لم تسجل اي مخالفات او تدخلات في مرحلة الدعاية الانتخابية والتي امتدت قرابة ثلاثة اسابيع، مما يزيد احتمالات ان تجري عمليات الاقتراع في هدوء، في انتظار جولة الاعادة الثلثاء المقبل.