مر يوم الإعادة للمرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية في مصر هادئا رغم سخونة المنافسة بين المرشحين، لاسيما مرشحي الحزب الوطني الحاكم ومرشحي جماعة الإخوان المسلمين الذين أحرجوا الحزب في دوائر كثيرة. كان الناخبون المصريون بدأوا التوافد في الثامنة صباحا على مقار اللجان في 74 دائرة تجري فيها الإعادة في محافظات القاهرة والجيزة وبني سويف والمنوفية والمنيا وأسيوط ومطروح والوادي الجديد. وخاض هذه الجولة 266 مرشحا غالبيتهم من الحزب الحاكم والإخوان لشغل 133 مقعدا في مجلس الشعب، بعد الجولة غير الحاسمة التي جرت يوم الأربعاء الماضي، وأسفرت عن تحقيق «الوطني» تقدما ملحوظا، بفوز مرشحيه ب 26 مقعدا من أصل 164 مقعدا جرت عليها المنافسة، بينما جاءت جماعة «الإخوان»، المحظورة رسميا، في المرتبة الثانية بفوزها بأربعة مقاعد، وفاز مستقل بمقعد واحد، ولم يفز أي من مرشحي عشرة أحزاب وجماعات معارضة شكلت ما يسمى ب«الجبهة الوطنية للتغيير السياسي والدستوري». وكانت أكثر الدوائر سخونة دائرة مدينة نصر ومصر الجديدة التي يواجه فيها مرشحا الإخوان مكارم الديري وعصام مختار مرشحي الحزب الوطني رجل الأعمال مصطفى السلاب وثريا لبنة، والتي قضت محكمة القضاء الاداري ببطلان الانتخابات فيها وكذلك دائرة الساحل شمال القاهرة التي شهدت منافسة شديدة على مقعد الفئات بين مرشح الإخوان الدكتور حازم فاروق منصور ومرشح الوطني علي رضوان الذي أطلق النار على اثنين من مؤيدي منصور خلال الجولة الماضية وطرد مندوبة أحد منافسيه الآخرين من لجنة انتخابية. كما شهدت دائرة التبين بحلوان «جنوبالقاهرة» تجاوزات لافتة، حيث واجه مرشح جبهة المعارضة الصحافي مصطفى بكري منافسه مرشح الحزب الحاكم رئيس الشركة القومية للأسمنت نبيل الجابري الذي استغل موارد الشركة وسياراتها في حملته الدعائية. كان سامح فهمي وزير البترول وشقيقه هادي فهمي أمين الحزب الوطني بدائرة مدينة نصر مرا في الصباح الباكر على جميع شركات البترول العاملة في دائرتهما، وحثا الموظفين على ضرورة التصويت في انتخابات الإعادة لصالح مرشحي الوطني. كما قام المهندس إبراهيم محلب رئيس شركة المقاولون العرب بتجميع كافة المديرين ومديري الفروع على حمام السباحة بنادي المقاولون العرب مساء الإثنين، وطالبهم بالمشاركة في الانتخابات، مع التأكيد على أهمية التصويت لصالح الحزب الوطني الحاكم، لأن ذلك سيدعم موقفه في المطالبة بمستحقات متأخرة للشركة لدى الحكومة. كانت جماعة الإخوان المسلمين حصلت على حكم قضائي مساء الإثنين بتمكين أعضاء الجماعة من حضور إجراءات الفرز والجمع والرصد داخل اللجان الانتخابية، لمنع أي تلاعب أو أعمال مريبة. وأصدر محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للجماعة، المشرف على لجنة الانتخابات التابعة للجماعة تعليماته إلى عناصر الجماعة بعدم مغادرة اللجان الانتخابية قبل إعلان النتائج. وفي بني سويف التي شهدت أحداث عنف في انتخابات المرحلة الأولى الاربعاء الماضي اجتمع ضباط المباحث مع العمد ومشايخ البلاد في كل من مركز سمسطا ومركز ببا ومركز بني سويف ومركز ناصر مساء الاثنين وحذروا من التصويت لمرشحي الإخوان المسلمين وقام العديد من مشايخ القرى في قرى الكوم الأحمر وباها والحكامنه والسطاني بزيارة البيوت لتحذير الناس من الخروج لانتخابات الإخوان المسلمين. جاء ذلك على خلفية فشل جميع مرشحي الحزب الوطني في المرحلة الأولى وخوضهم جولة الإعادة مع مرشحي الإخوان المسلمين الذي تفوقوا عليهم بفارق عشرة آلاف صوت في معظم الدوائر، بالإضافة إلى أن المرشح الوحيد الذي نجح من أول مرة على مستوى بني سويف هو مرشح الإخوان المسلمين محمد شاكر الديب من دائرة الواسطي. وندد ثروت عبد الفتاح، مرشح جماعة الإخوان المسلمين في دائرة مطاي بالمنيا والذي خاض انتخابات الإعادة بتدخل الأمن للتأثير على نتائج الانتخابات، من خلال الضغط على إرادة الناخبين لصالح مرشح الوطني معتز صفوت مستغلا مما هدد سير العملية الانتخابية والأمن العام بالدائرة وأرسل العديدَ من الشكاوى العاجلة إلى رئاسة الجمهورية ووزير العدل ووزير الداخلية ورئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات والمنظمة المصرية لحقوق الإنسان ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة وحمل هذه الجهات كامل المسؤولية عن تهديد السلم والأمن بقرى ومدن الدائرة. ويبلغ عدد مرشحي الاخوان في تلك الجولة 42 مرشحا في 39 دائرة انتخابية في ست محافظات هي القاهرة (8 مرشحين)، والجيزة (10 مرشحين) والمنوفية (9 مرشحين) وبني سويف (4 مرشحين) والمنيا (6 مرشحين) وأسيوط (5 مرشحين) فيما بلغ عدد السيدات في تلك الجولة أربع سيدات من بينهن ثلاث وطني وأخرى من الاخوان. وتبدأ انتخابات المرحلة الثانية الأحد المقبل في تسع محافظات هي الاسكندرية والبحيرة والقليوبية والغربية والاسماعيلية وبور سعيد والسويس والفيوم وقنا، وتضم هذه المحافظات 74 دائرة.