حققت القوات اليوغوسلافية نصراً مهماً في مساعيها للقضاء على الحركة المسلحة الألبانية جنوب صربيا، فيما تنتهي ظهر اليوم المهلة الأخيرة التي منحتها الحكومة المقدونية للمقاتلين الألبان شمال البلاد لإخلاء القرى التي يسيطرون عليها، تحت طائلة التعرض لهجوم شديد. وأعلن قائد القوات اليوغوسلافية في جنوب صربيا الجنرال نينوسلاف كريستيتش، ان عملية استعادة السيطرة على قرية اوراوفيتشا في وادي بريشيفو، أسفرت عن سقوط 14 قتيلاً و8 جرحى في صفوف المقاتلين الألبان الذين كانوا سيطروا على القرية السبت الماضي. وأضاف أن المقاتلين انسحبوا الى المنطقة العازلة المحاذية للحدود الشرقية لإقليم كوسوفو بعدما تعرضوا لهجوم صربي خاطف بالدبابات وقوات المشاة "استهدف تجنب خطر نشوب حرب جديدة في البلقان". وأشار الجنرال اليوغوسلافي الى أن "80 متمرداً وقعوا في الأسر، ويجري التحقيق معهم لإطلاق سراح الذين ليست لهم علاقة بالأعمال الحربية". وقال الجنرال كريستيتش: "لم يصب أحد بسوء من المدنيين في المعارك لاستعادة القرية، لكن القتال دفع كثيراً من الألبان الى الفرار من ديارهم". غير ان المقاتلين الألبان اعترفوا بسقوط خمسة قتلى في صفوفهم خلال معارك أوراوفيتشا. وأكد أحد قادتهم تخليهم عن القرية، وقال: "لم يكن أمامنا من خيار غير الانسحاب". وذكرت مصادر قوات حفظ السلام، ان المقاتلين الألبان الذين عبروا الى كوسوفو سلموا أسلحتهم الى القوات الدولية. وأفاد مسؤولون في منظمات الإغاثة الدولية ان حوالى ثلاثة آلاف من المدنيين الألبان، غادروا قرية اوراوفيتشا وضواحيها، وفرّ غالبيتهم الى إقليم كوسوفو و"تم تسجيل نحو ألفي لاجئ منهم". وأضافوا أن "دماراً كبيراً أصاب قرية اوراوفيتشا، كما ان سكانها اصبحوا في حال مأسوية". ويتوقع المراقبون مزيداً من المعارك بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان في المنطقة العازلة مع اقتراب 24 الشهر الجاري، موعد دخول القوات اليوغوسلافية الى المنطقة التي يسيطر المقاتلون على مواقع فيها، بناء على اتفاق مع حلف شمال الأطلسي. ومن جهة أخرى، تنتهي ظهر اليوم "مهلة اخيرة" أعطتها الحكومة المقدونية للمقاتلين الألبان في القرى الشمالية التي يسيطرون عليها بوجوب الانسحاب، تحت طائلة التعرض لأعنف عمليات عسكرية. ومن جهة اخرى، احتجزت قوات الأمن الألبانية كمية كبيرة من الأسلحة المتنوعة في ميناء دورس كانت على متن سفينة قادمة من ميناء باري الإيطالي في طريقها الى المقاتلين الألبان في مقدونيا. وكانت حكومة سكوبيا اتهمت السلطات في ألبانيا بالتواطؤ مع المقاتلين الألبان في مقدونيا وتوفير المأوى لهم في أراضيها.