تكاثرت التجمعات والنصوص السياسية التي تجمع بين أفرقاء متعددين في لبنان، تحت عنوان "الحوار الوطني"، بعد صدور وثيقة قرنة شهوان برعاية البطريرك الماروني نصرالله صفير التي تناولت موضوع اعادة انتشار الجيش السوري وتطبيق اتفاق الطائف، والصادرة في 30 نيسان ابريل الماضي. وفي حين شهد اليومان الماضيان اجتماعات عدة على هذا الصعيد، طرأ تطور جديد على علاقة النائب وليد جنبلاط بسورية، حين أعلن أمس أنه تلقى دعوة إلى زيارة دمشق، بعدما كانت ملاحظاته أدت الى حملة سياسية من حلفائها عليه. بيروت - "الحياة - أعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط تلقيه، أول من امس، اتصالاً من مسؤول سوري رسمي لزيارة دمشق، مفاده "ان الرئيس بشار الاسد سيقوم بجولة عربية وبعد جولته قد يستقبلني". وأضاف: "ولا مانع لدي". وسئل جنبلاط الذي شارك في لقاء "المنبر الديموقراطي" في نقابة الصحافة، هل يرغب في زيارة سورية؟ أجاب: "من اجل الحوار وتحسين شروط المواجهة السورية - اللبنانية المشتركة، ومن أجل تحسين الادارة السياسية السورية للملف اللبناني، مثلما سمّيتها في صحيفة "الحياة"، وتثبيت تلك المبادئ التي طرحتها ورقة المنبر الديموقراطي، لا مانع لدي". وتعليقاً على الوثيقة قال: "اننا نشدد على اهمية الحوار الداخلي واعتماده وأهمية تنفيذ الديموقراطية في المجتمع". واذ رفض التعليق على سؤال عن كلام لوزير الدفاع السوري العماد مصطفى طلاس الاسبوع الماضي تناوله فيه، قال رداً على سؤال آخر عن سبب تجاهل الدولة اللبنانية الدعوات الى الحوار: "سنستمر في هذا التحرك السلمي الديموقراطي من اجل تثبيت الحوار واعتماده وتشجيع المجتمع الاهلي، وهذا الحل الوحيد للخروج من هذا المأزق، وعلى الدولة وخصوصاً الرئيس اميل لحود ان يفيد من المنبر الديموقراطي ولقاء قرنة شهوان وأي صوت ديموقراطي ليبرالي لإطلاق حركة الحوار الداخلي. فنحن نرفض مفهوم الدولة الأمنية ونريد دولة ديموقراطية ترعى الحريات والمجتمع الأهلي". وسئل عن عمليات "حزب الله"، فأجاب: "من قال إنني ضد العمليات؟ لكن الاستمرار فيها يستلزم ظروفاً موضوعية سياسية اقتصادية أمنية وتوافر صندوق لدعم الشعبين اللبناني والفلسطيني". وقيل له: من أين سيأتي هذا الصندوق؟ أجاب: "اسألوا من اجتمعوا في طهران". وكان لقاء نقابة الصحافة تحول تجمعاً سياسياً شارك فيه اعضاء كتلة جنبلاط النيابية وعدد من المشاركين في لقاء قرنة شهوان. وأعلن النائب السابق حبيب صادق باسم "المنبر الديموقراطي" وثيقة، قال: "إن 1400 شخصية وقعتها بينه جنبلاط وأفراد كتلته وعدد من النواب موقعي وثيقة قرنة شهوان". وترى الوثيقة "ان بداية الحل تكمن في اعادة امساك اللبنانيين بمصيرهم باتحادهم للضغط على السلطة لاجتراح تسوية تاريخية بين اللبنانيين كافة، آخذة في الاعتبار اتفاق الطائف". وتقترح "وضع السلطة أمام مسؤولياتها الوطنية في شأن دعوة السلطة السورية الى اجراء حوار صريح ومسؤول بينهما يتناول، كبند اساس من بنود التسوية، اعادة انتشار القوات السورية وتمركزها تطبيقاً أمنياً أميناً لاتفاق الطائف، مع الحرص الشديد على افضل علاقات الاخوة بين البلدين". وتحذر السلطة من "مغبة تحويل لبنان دولة أمنية تغيب فيها الديموقراطية وتنتهك حقوق الانسان"، وتؤكد ضرورة "اعتماد نهج آخر في معالجة الازمة الاقتصادية الحادة". وعقد النائب فارس بويز مؤتمراً صحافياً شرح خلاله خلفيات اللقاءات التي تعقد منذ أربعة اشهر وتضم وزراء ونواباً وشخصيات، مؤكداً انها "غير موجهة ضد احد وليست رد فعل على اي حدث. فهدفها الوصول الى خصوصيات كل فريق والى جوامع مشتركة وعناوين أساسية، عبر عنها البطريرك صفير الذي نؤيد مواقفه من دون تحفظ". واعتبر أن ما يميز اللقاءات عن لقاء قرنة شهوان "الآلية، علماً أن العناوين مشتركة"، واعتبر ان العلاقات اللبنانية - السورية ليست الفضلى ومن يدّعي انها سليمة عدو للعلاقات الحقيقية بين البلدين، وأعتقد ان الرئيس الاسد أقر في اسبانيا أنها في حاجة الى تصحيح". ومساء التقى جنبلاط وزير الاشغال نجيب ميقاتي الذي اعتبر ان في بيان قرنة شهوان نقاطاً صالحة للبحث والتشاور. وأضاف: "قد لا أقرّ ببعض ما جاء فيها الا ان هذا لا يمنع الحوار... ولا يجوز ان نطلق العنان للسلبية والتجريح كلما التقى اثنان".