يدل الرد الاسرائىلي على عملية "حزب الله" في مزارع شبعا مساء اول من امس الى ان "الرسائل السورية وصلت" الى رئيس الوزراء الاسرائىلي اريىل شارون، وهي ان "تغيير قواعد اللعبة ليست بيد طرف" وان دمشق "قادرة على تغيير قواعد اللعبة" في لبنان. وكان شارون هدد بأن الردّ الاسرائىلي على اي عملية ل"حزب الله" في شبعا سيكون بقصف مواقع سورية في لبنان كما حصل في 14 نيسان ابريل الماضي عندما قصف موقع الرادار السوري في ضهر البيدر. وعبر عن ذلك ب"تغيير قواعد اللعبة" السورية - الاسرائىلية في لبنان. في المقابل، تعهد المسؤولون السوريون بأن "الرد السوري سيكون في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة" وان لدى دمشق "وسائل كثيرة للردّ" بحيث لا تدخل في مواجهة عسكرية مباشرة مع اسرائىل لاعتقادها بأن شارون يريد دفع الامور في هذا الاتجاه. عملياً، ترجمت دمشق هذا الكلام بطريقتين: الاولى، اعلان الامين العام ل"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" احمد جبريل مسؤوليته عن إرسال أربع سفن أسلحة الى الاراضي الفلسطينية المحتلة، ما عنى ان سورية ستنتقل من الدعم السياسي والاعلامي للانتفاضة الى تقديم الدعم العسكري. وهذه "قاعدة جديدة" في الأعراف السياسية في الشرق الاوسط و"تحذير" الى شارون. الثانية، كانت انفجار عبوة في مطعم يرتاده الجنود الاسرائىليون في الجولان السوري المحتل قبل يومين، وذلك في اول عملية من نوعها منذ سنوات. وتفسير ذلك سياسياً ان سورية قادرة على "تحريك الجولان" إذا أصر شارون على "تغيير قواعد اللعبة". وجاء ذلك بعد اسبوع على قيام البابا يوحنا بولس الثاني بزيارة تاريخية سياسياً الى القنيطرة عاصمة الجولان المحتل. بهذا المعنى، فإن عملية "حزب الله" الاخيرة كانت بمثابة "امتحان سوري" لمدى فهم شارون ل"رسائل" دمشق، بوجود امكانية لتكرار ما حصل براً في الجولان وبحراً في البحر المتوسط. واذ لم تكن صدفة ان العملية لم تسقط أي قتلى من الجانب الاسرائىلي، فإن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي سارع الى نفي "أي رد اسرائىلي في لبنان". استطرادا، كانت العملية فرصة كي ىوضح رئيس الوزراء اللبناني السيد رفيق الحريري مواقفه، إذ سارع ايضا الى اعلان ان العملية "تندرج في اطار حق المقاومة في تحرير أرضها من الاحتلال الاسرائىلي"، على عكس اعتراض صحيفة "المستقبل" المقربة من الحريري على "توقيت" عملية "حزب الله" السابقة. وكانت دمشق "ارجأت" موعداً كان مقرراً للحريري مع الرئيس الاسد بسبب اعتراضها على موقفه من تلك العملية. كما ان هناك تحليلاً سورياً بأن أحد أسباب قصف شارون ضهر البيدر هو تعليقات جريدة "المستقبل" لأنها أظهرت وجود "تصدع" في موقف المسؤولين اللبنانيين استفاد منه رئيس الوزراء الاسرائىلي. وتضمنت الاشارات - الرسائل السورية الى الحريري استقبال الاسد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق عمر كرامي مع "مراقبة" دمشق لسعي رئيس الوزراء اللبناني الى تصحيح مواقفه عشية سفره الى واشنطن الشهر الماضي، بالتزامن مع "انتظار" توضيح الحريري موقفه من المقاومة... الامر الذي فعله اول من امس ما يسهل زيارته الى سورية.