نقلت "الحياة" في 16/4/2001 تصريحات لأحد عناصر "فيلق بدر"، يعقب فيها على اعلان باقر الحكيم عدم ممانعته اجراء حوار مع الإدارة الأميركية في مستقبل العراق السياسي. ومن يقرأ تصريحات الحكيم التي تشير الى مجلس شورى، وآلية ديموقراطية في صنع القرار السياسي، يشعر بالاشمئزاز لهذا التشابه الذي يصل الى درجة التطابق مع نظام صدام! فكلاهما يحاول الضحك على وعي الناس، ويكذب في وضح النهار من دون الشعور بالخجل. فنظام صدام يصرح ليلَ نهار أن في العراق نظاماً سياسياً ديموقراطياً، وقيادة جماعية تتمثل في مجلس قيادة الثورة، والمجلس الوطني البرلمان. وجماعة "فيلق بدر" يعلنون على الملأ، من دون ان يرف لهم طرف ان في الفيلق مجلس شورى، وحياة ديموقراطية. والأنكى من هذا، يتمادون في كذبهم فيصرون على استقلال قرارهم السياسي والعسكري عن ايران. وحقيقة "فيلق بدر" واضحة وضوح الشمس مهما حاولوا طمسها بالاكاذيب. فقد أسس "الفيلق" أثناء الحرب العراقية - الايرانية، باشراف المخابرات الايرانية، تدريباً وتسليحاً، وادارةً عسكرية وسياسية. وكانت عناصره الأولى من الايرانيين الذين هُجروا من العراق، ويحملون مشاعر الحقد والانتقام على الشعب العراقي، وليس على نظام صدام. ثم التحق بهم اعداد من الجنود الأسرى، لدوافع مختلفة منها الرغبة في التخلص من اقفاص الأسر والجوع والتعذيب، ومنها غسل أدمغتهم بمفاهيم الجهاد والشهادة. وجيء بشخص يدعى محمود الهاشمي ليكون ناطقاً رسمياً، ويُسوِّق اعلامياً على انه من ابناء العراق. ونحي بعدها من منصبه ليصبح، بعد سنوات، مسؤولاً عن القضاء الايراني، باسم محمود الشاهرودي. هذا وقد حل محله، في "فيلق بدر"، محمد باقر الحكيم الأصفهاني الايراني، من جهة الأب، واللبناني من جهة الأم. وكان دوره، ولا يزال، لا يتعدى الانقياد للمخابرات الايرانية. ومحضر اجتماعاته، في ايران وخارجها، يقوم بكتابته ضابط ايراني يلازمه كظله. وتكمن خطورة جماعة "فيلق بدر" في انهم كانوا على الدوام احد اسباب استمرار نظام صدام في السلطة. فصدام يستخدمهم "فزاعة" لتخويف الدول المجاورة، والدول الغربية بسبب أطروحاتهم الطائفية البغيضة التي من شأنها ان تضرب الوحدة الوطنية في العراق، وتهدد بتقسيمه. وكان نشوء "فيلق بدر"، أصلاً، لضرب العراق وطناً وشعباً، وليس نظام صدام. وقد سبق وأن قامت عناصر "الفيلق" باعدامات جماعية للجنود الأسرى العراقيين، فضلاً عن اعمال التخريب والتجسس لصالح ايران .... خضر طاهر كاتب عراقي مقيم في الولاياتالمتحدة الأميركية.