أعلن المجلس الأعلى الإسلامي العراقي /المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق سابقا/ بزعامة عمار الحكيم ومنظمة بدر بزعامة وزير النقل هادي العامري انفصال المنظمتين رسميا.وقالت تقارير عراقية ودولية، إن انفصال المنظمتين جاء بأوامر من النظام الإيراني. وكانت منظمة بدر اشرفت، في السنوات الأولى التي أعقبت الاحتلال الأمريكي للعراق، على تنفيذ عمليات تصفية ممنهجة للعراقيين الذين أصروا على التصدي للاحتلال الأمريكي. واتهمت التقارير وفقاً للعرب أونلاين باقر جبر صولاغ قائد بدر ووزير الداخلية العراقية السابق بالإشراف المباشر على هذه التصفيات الجسدية التي استعمل فيها المثقب الكهربائي /الدريل/ على نطاق واسع لتعذيب الضحايا وقتلهم.وقالت قيادتا المنظمتين في بيان مشترك الأحد ان “المجلس الأعلى الإسلامي ومنظمة بدر يعلنان بوعي وإدراك كاملين انهما اليوم تنظيمان مستقلان تماما الواحد عن الأخر وانهما يسعيان بهذا الإجراء الى تمكين الكيانين من القيام بمهامهما ومسؤلياتهما السياسية بوضوح أكثر”. وقال مراقبون إن إعلان الانفصال يكشف عن مدى استفحال الخلاف بين قيادتين، كانتا إلى وقت قريب تأتمر إحداهما بأوامر الأخرى تنظيميا، وذلك رغم محاولتهما إضفاء بعد ودي للانفصال.ويقول مراقبون إن هذا الانفصال تم بتخطيط ايراني وب”أوامر من طهران كعقاب لرئيس المجلس الذي ابلغه الإيرانيون عدم رضاهم عن مواقفه منذ توليه القيادة خلفا لوالده عبدالعزيز العام 2009′′. وقد جاء الإعلان، تتويجا لمسيرة انشقاق بدأها هادي العامري منذ قرر الخروج بمنظمة بدر على الحكيم، للتحالف مع المالكي وحزبه عند تشكيل “حكومة المالكية الثانية” سنة 2009. وتكشف هذه التطورات عن حجم النفوذ الإيراني في بلاد الرافدين، ومدى جدية طهران في عدم استعدادها للتخلي عن مكاسبها في العراق، حتى لجهات شيعية عراقية أشرفت على تأسيسها ورعتها بنفسها مثل المجلس الأعلى، لمجرد انها قد تخالف نواميس الولاء الاعمى لإيران ولو بقدر يسير جدا، ولمجرد المناورة السياسة دحضا لتهم العمالة لملالي قم. يذكر أنه تأسس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في إيران بدعم وتمويل من الحرس الثوري وجهاز “اطلاعات” في 17 تشرين الثاني 1982 بقيادة محمد باقر الحكيم. واشترك إلى جانب الجيش الإيراني في حربه ضد العراق من خلال ميليشيات التي كانت تسمى بفيلق بدر.وبعد مقتل محمد باقر الحكيم انتقلت رئاسة المجلس إلى اخيه عبد العزيز الحكيم وبعد أن مرض الأخير بسرطان الرئة انتخب ابنه عمار رئيسا للمجلس. وكان المجلس الأعلى الإسلامي تآلف مع أحزاب أخرى كانت تعمل بالمعارضة خارج العراق للسعي لإسقاط نظام الحكم في العراق بقيادة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.