يمثل «فيلق بدر» الذي أسسته إيران إبان حربها مع العراق، الذراع العسكري الرئيس لنظام الملالي في بلاد الرافدين. ويعزو مراقبون سياسيون تشكيل هذه الميليشيا الطائفية إلى تأسيس قوة عميلة لاستثمارها في عمليات القتل والترويع ونشر الفتنة ، والمساعدة في «تصدير الثورة» التي كان من أبرز عناوينها قلب أنظمة الحكم وتشكيل أنظمة تدور في الفلك الإيراني وتدين بالطاعة والولاء للولي الفقيه. وإذا كان «فيلق بدر» يمثل خط الإمداد الأول ل «فيلق القدس» كما يقول معارضون إيرانيون ، فإن العمود الفقري لفيلق بدر أتى من الأسرى العراقيين لدى القوات الإيرانية بعدما تم تجنيدهم تارة بالترغيب وأخرى بالتهديد والوعيد ، فضلا عن عمليات غسيل الدماغ التي جرت للكثيرين منهم . وكشفت تقارير دولية ما تعرض له العائدين من الأسر الإيراني من عمليات تعذيب وحشي على أيدي عناصر فيلق بدر الذي أسس على مبدأ الولاء والانتماء الإيراني. ويتذكر معارض إيراني هنا تصريح عبد العزيز الحكيم عندما تسلم رئاسة ما كان يعرف بمجلس الحكم العراقي عندما تحدث عن أحقية إيران في مبلغ مئة مليار دولار من العراق كتعويضات عن الحرب التي رفض الملالي جميع الوساطات لإيقافها. ويشير أيضا إلى أن حديث الحكيم حول فيدرالية الجنوب في العراق يصب في مصلحة النظام الإيراني كمقدمة لانضمام جزء من العراق للأحلام الفارسية الإمبراطورية . وحسب الخبير في الشؤون الإيرانية الدكتور معتز عويس فإن «فيلق بدر» بات مسؤولا بشكل مباشر عن كل ما يحدث من قتل وتدمير وتخريب في العراق، مؤكدا اعتداءاتهم على المتظاهرين سلميا حتى في النجف، إذ فتحت هذه الميليشيات النار بطريقة استفزازية على متظاهرين غير مسلحين . ولفت إلى هذه الميليشيا المدعومة مالا وعتادا من إيران لاترعوي لأية حرمات أو محرمات لافتا إلى أنه مع تصاعد الاغتيالات والاعتقالات والتعذيب المفضي إلى الموت بحق علماء ورموز السنة، اتهمت هيئة علماء السنة على لسان أمينها العام الشيخ حارث الضاري وبعد صمت طويل ميليشيا بدر بالتورط في هذه الممارسات الدموية . كما سبق أن اتهم وزير الدفاع العراقي السابق حازم الشعلان بشكل مباشر هذه الميليشيات بالضلوع في اغتيال العلماء العراقيين وتصفية العقول النابغة في المجالات العلمية والبحثية المختلفة. ثمة إجماع بين مسؤولين عراقيين ومراقبين على أن هذه الميليشيا الطائفية تعيث فسادا وتنشر الرعب والاغتيالات. وتكشف تقارير عراقية أن ما يسمى «فيلق بدر» تحول إبان الغزو الأمريكي للعراق إلى وقود للطائفية وأداة لقتل وتصفية المعارضين، وأنها لعبت الدور الأبرز في تفتيت وإضعاف العراق والسعي لتقسيمه عدة دويلات، وتؤكد هذه التقارير أن هذه الميليشيا الإيرانية اخترقت الوزارات خصوصا الأمنية وعددا من المؤسسات الحكومية وباتت تستخدم ذراعا إرهابيا في أيدي نظام الملالي لفرض الهيمنة على العراق، ووصل الأمر إلى درجة وجود وزراء عراقيين أعضاء في «فيلق القدس»الإيراني.