} أحيت عواصم عربية الذكرى ال 53 "لنكبة فلسطين"، فشهدت القاهرةودمشقوبغداد تظاهرات ومسيرات حاشدة نددت باسرائيل ودعت الى قطع العلاقات معها ووقف التطبيع ودعم الانتفاضة. القاهرة، دمشق، بيروت، بغداد، لندن - "الحياة"، أ ف ب - تظاهر مئات المصريين أمس أمام مقر الجامعة العربية في القاهرة ونددوا بالمجازر الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وطالبوا القادة العرب بتقديم "دعم حقيقي" للانتفاضة ووقف العمل باتفاقات كامب ديفيد. وأحاطت اعداد كبيرة من قوات مكافحة الشغب المتظاهرين الذين التقى وفد منهم ضم رموزاً بارزة من القيادات الحزبية، الأمين العام الدكتور عصمت عبدالمجيد، وسلمه مذكرة تضمنت ثلاثة مطالب تتعلق جميعها بقطع العلاقات العربية مع إسرائيل ووقف التطبيع، ودعم الانتفاضة. كما اصدرت الجامعة بياناً في "ذكرى اغتصاب فلسطين" طالب "المجتمع الدولي واميركا وروسيا والصين إجبار إسرائيل على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تحاول الالتفاف عليها لتفريغها من مضمونها". ويُعقد اليوم في مقر حزب التجمع اليساري اجتماعٌ بدعوة من السيد خالد محيي الدين يشارك فيه رؤساء احزاب الوطني والوفد والناصري وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وممثلوهم، للبحث في سبل جمع تبرعات مادية وطبية وغذائية وفتح حساب مصرفي لدعم الشعب الفلسطيني. في موازاة ذلك، نظم المحامون إضراباً عن العمل في غالبية قاعات المحاكم استمر ساعة استجابة لنداء اتحاد المحامين العرب. دمشق وتظاهر امس عدد من الادباء والصحافيين السوريين في ذكرى النكبة، مطالبين المنظمات الدولية بتوفير حماية دولية للفلسطينيين و"وضع حد لمسلسل الابادة والممارسات النازية التي توجهها العنصرية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني ليل نهار"، والسماح بفتح ابواب التطوع والتدريب لمساندة الانتفاضة. وسلم المتظاهرون مكتب الاممالمتحدة في دمشق رسالة الى الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان حمّلت المنظمة الدولية "المسؤولية الاخلاقية والانسانية والقانونية على ما آلت اليه حال الشعب الفلسطيني الذي شرد وما زال يتعرض للقتل اليومي بدم بارد من جانب قوات الاحتلال الاسرائيلية". بغداد وأحرق حوالى مئة من الفلسطينيين امس علماً اسرائيلياً امام مقر البرنامج الانمائي التابع للامم المتحدة في بغداد، وذلك خلال تظاهرة نظمت في ذكرى النكبة. وسار الفلسطينيون وهم يحملون الاعلام العراقية والفلسطينية وصور الرئيسين صدام حسين وياسر عرفات، مشددين على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم. وطالب المتظاهرون في هتافاتهم ب"استمرار الانتفاضة حتى تحرير الاراضي المحتلة من الغاصبين"، كما طالبوا ب"وقف المجازر الدموية التي ترتكبها القوات الاسرائيلية يومياً". وامام مقر المنظمة الدولية سلم المتظاهرون مدير البرنامج مذكرة احتجاج تطالب الامين العام للامم المتحدة بتحمل مسؤولياته لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية. عمان وتوقف آلاف المحامين الاردنيين عن العمل لمدة ساعة امس في ذكرى النكبة، طالبوا خلالها بالغاء معاهدة السلام الاردنية - الاسرائيلية الموقعة عام 1994. وتجمع المحامون داخل مبنى قصر العدل في عمان حيث رددوا هتافات منددة باسرائيل وداعمة للانتفاضة. وغطي مبنى مجمع النقابات المهنية الاردنية ال14 بأعلام سوداء يبلغ طولها 25 متراً. كما شهد المجمع مساء مهرجاناً خطابياً لهذه المناسبة بمشاركة القوى السياسية الرئيسية في الاردن. ونظم حوالى ألف طالب، غالبيتهم من الاسلاميين، تظاهرة داخل حرم الجامعة الاردنية هتفوا خلالها ضد اسرائيل وحيوا "حركة المقاومة الاسلامية" حماس. وفي الوقت نفسه، نظم المئات من سكان مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين في الضاحية الشمالية لعمان، تظاهرة عبروا خلالها عن استنكارهم للصمت العربي ازاء القمع الاسرائيلي للانتفاضة. لندن وفي ذكرى النكبة ايضاً، نظمت الناشطة في حقوق الانسان احلام اكرم تجمعاً امام مقر رئاسة الوزراء البريطانية في لندن تحت شعار "صرخة من اجل العدالة الانسانية من اجل الاطفال الفلسطينيين". بدأ التجمع بعد ظهر امس واستمر حتى السادسة، ثم انطلق المتظاهرون الى مقر رئاسة الوزراء حيث سلّموا رئيس الحكومة توني بلير مذكرة تصف معاناة الشعب الفلسطيني. بيانات ودعا وزير خارجية فلسطين، رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق قدومي في بيان امس الاخوة العرب الى تجسيد "حقيقة وحدة الدم والمصير وشعار التضامن العربي ودعم الانتفاضة ... ووقف كل العلاقات الديبلوماسية والتجارية وغيرها مع اسرائيل واستخدام جميع القدرات والامكانات العربية للتأثير على المصالح الاميركية وغيرها". واصدرت مجموعة من المواطنين العرب بياناً حمل ايضاً توقيع 13 منظمة سياسية من مصر والكويت ودعا الى "قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ووقف التطبيع، واحياء المقاطعة العربية الرسمية الشاملة"، كما دعا الى مواجهة شعبية في ذكرى النكبة. من جانبها، شددت لجان ومؤسسات العودة على "وحدة قضية اللاجئين في فلسطين والمنافي القريبة والبعيدة ورفض تجرئة هذه القضية تحت اي مبررات، كما شددت على الارتباط الوثيق بين حق العودة وحق تقرير المصير، اذ لا يمكن لشعب ان يمارس حقه في تقرير المصير من دون عودة اللاجئين الى ديارهم". ورفضت مشاريع التوطين والتهجير والدمج كافة التي تطرح بديلاً عن حق عودة اللاجئين.