} شهدت عواصم عربية وعالمية تظاهرات ومسيرات، احتجاجاً على العنف الاسرائيلي، وتضامناً مع الفلسطينيين. ففي دمشق رشق المتظاهرون مبنى السفارة الاميركية، وفي اسطنبول قمعتهم الشرطة واعتقلت 15 شخصاً. وفي القاهرة عرض التلفزيون الرسمي، للمرة الأولى منذ كامب ديفيد، صوراً لمتظاهرين يحرقون العلمين الاسرائيلي والاميركي. أحرق صحافيون مصريون أعلاما اسرائيلية واميركية أمس خلال اعتصام احتجاجي أمام دار النقابة في منطقة رمسيس وسط القاهرة. وشارك حوالى مئة صحافي في المهرجان الخطابي طالبوا خلاله العرب باتخاذ تدابير فاعلة لحماية القدس من المخططات الصهيونية، وحماية الشعب الفلسطيني من المجازر الوحشية التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي. وأحاطت بمبنى النقابة لافتات كُتب عليها: "لا لمفاوضات المذلة ... نعم للانتفاضة"، و"المقاومة هي الحل"، و"اطفال فلسطين يدافعون عن شرف الأمة ونحن نكتفي بالمشاهدة". وفي إطار تصاعد ردود الفعل الشعبية، اصدر حزب العمل المجمد بيانا أمس طالب فيه الأحزاب بالدعوة الى عقد مؤتمر شعبي في الأزهر الشريف عقب صلاة الجمعة في سياق اظهار كل أشكال الغضب الشعبي في مواجهة الجرائم الصهيونية. وحذر من ان "محاولة وقف الانتفاضة جريمة وطنية". وأصدر الحزب الناصري بياناً دعا فيه القادة العرب الى "ترك الباب مفتوحاً أمام الشعب العربي للتعبير عن غضبه بغير قيود". كما أعلن اتحاد المحامين العرب إضراباً عن العمل في كل الاقطار العربية احتجاجاً على المجزرة الاسرائيلية. دمشق: رجم السفارة الاميركية وتظاهر امس آلاف من الطلاب السوريين امام السفارة الاميركية احتجاجاً على المجازر الاسرائيلية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة تخللها هجوم شبان على مبنى السفارة، تسلقوا الجدران وانزلوا العلم الاميركي في ثاني حادث من نوعه تشهده السفارة في دمشق بعد هجوم الطائرات الاميركية على بغداد العام 1998. وانطلق عدد من الطلاب من أمام كلية الحقوق في جامعة دمشق باتجاه ساحة الروضة حاملين الاعلام السورية والفلسطينية وصور المسجد الأقصى، وسرعان ما انضم اليهم الاهالي وتحولت الى تظاهرة شعبية توجهت الى مبنى السفارة الاميركية ورشقوا المبنى بالحجارة، وتحمس احد الطلاب فتسلق الجدران وأنزل العلم الاميركي على رغم الاجراءات الأمنية المشددة. وانتشر مئات من قوات الأمن امام السفارة الاميركية والمركزين الثقافيين الاميركي والبريطاني، واطلقت قنابل مسيلة للدموع واستخدمت سيارات الاطفاء لرش الماء على المتظاهرين وتفريقهم بالهراوات. اعتقالات في اسطنبول واعلنت وكالة انباء "الاناضول" ان الشرطة التركية اعتقلت امس نحو 15 متظاهرا اثناء تجمع معاد لاسرائيل امام مكاتب شركة الخطوط الجوية الاسرائيلية "العال". واوضحت ان المتظاهرين كانوا يريدون التنديد بأعمال العنف الدامية التي وقعت في الاراضي الفلسطينية، لكن تدخل الشرطة حال دون إدلائهم بتصريحات او نشر لافتات امام مكاتب "العال". واعلنت وزارة الخارجية التركية امس ارسال 500 الف دولار مساعدة طبية "تغطية للحاجات العاجلة للشعب الفلسطيني الشقيق". في المغرب، واعلن بيان نشر امس ان حزب العدل والتنمية الاسلامي دعا الى تظاهرة تأييد للفلسطينيين الاحد المقبل في الدار البيضاء. واعلنت "جمعية العدل والاحسان"، من التيار الاسلامي ايضا في بيان، انها ستشارك في "المسيرة". ودعت خمسة احزاب تونسية الى التظاهر عصر اليوم في وسط العاصمة تضامنا مع الشعب الفلسطيني. وقررت نقابات التعليم في الاتحاد العام التونسي للشغل" اتحاد نقابات العمال تنظيم تجمع لاعضائها امام مبنى الاتحاد في قلب العاصمة استنكارا للقمع الذي تتعرض له الانتفاضة الفلسطينية، كما دعت نقابات اخرى الى المشاركة في "التجمع العام". وفي الخرطوم، تنظم الهيئة القومية لنصرة القدس "مسيرة غضب" اليوم استنكارا للاعتداءات الاسرائيلية على الاماكن المقدسة والمذابح التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. وشهدت العاصمة السويدية مساء اول من امس تظاهرة حاشدة ضمت المئات من العرب والسويديين الذين خرجوا الى الشارع احتجاجاً على اعمال القتل في الاراضي الفلسطينية. وحمّل السيد حسين الصدر، عميد "المعهد الاسلامي" في لندنواشنطن المسؤولية عن "مجزرة الابادة" التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بسبب "اصطفافها المطلق" مع تل أبيب، "في فلسطين كما في لبنان"، وحذر من ان "المواجهة الساخنة لن تبقى محدودة" بين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي لا سيما ان "القدس ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، وانما هي قضية العرب والمسلمين جميعاً". ونددت "هيئة العمل الوطني" العراقية ب"جريمة الصهاينة" التي "لا ينبغي ان تمر من دون حساب أو عقاب". وانتقد "المؤتمر القومي - الاسلامي" تردد "الأنظمة العربية في وقف التطبيع" مع اسرائيل و"التردد في ادانة واشنطن التي تمنع مجلس الأمن من ادانة جرائم العدو الصهيوني". وتساءل "هل المبادرات السريعة لا تكون إلا حين ترغب واشنطن ... والصلابة لا تكون الا حين نحاصر شعب العراق العربي ونجوِّع أهله وندمر قدراته؟". وحمّل اللورد أحمد، عضو مجلس اللوردات البريطاني، "ارييل شارون المسؤولية عن أحداث العنف لزيارته المسجد الأقصى" وذكر ان "القدسالشرقية كلها، بما فيها المسجد الأقصى أرض فلسطينية محتلة على اسرائيل الانسحاب منها بموجب القرار الدولي 242". واستنكر آية الله محمد سعيد الطباطبائي الحكيم في بيان أمس "الممارسات الجبانة والحاقدة" الاسرائيلية، وأشاد بوقفة الشعب الفلسطيني المسلم في مواجهة الخطط الاسرائيلية، داعياً العرب والمسلمين الى استنفار طاقاتهم في دعم تصدي اخوانهم.