استبق الجيش الاسرائيلي الذكرى ال 53 ل "نكبة فلسطين" التي تصادف اليوم، وصعد هجمته على الاراضي الفلسطينية، مخلفاً دماراً شديداً وسبعة شهداء، خمسة منهم قتلوا دفعة واحدة وبدم بارد في عملية اغتيال لم يعرف لها سبب او مبرر حتى الآن. راجع ص 4 و5 وسرت حال من الغليان في صفوف الفلسطينيين، خصوصاً ان عملية الاغتيال سبقها قصف مروحي وبحري كثيف على قطاع غزة ومناطق في الضفة الغربية، وتبعها قتل فلسطينييْن في قطاع غزة بعد ظهر امس. وقدمت السلطة الفلسطينية شكوى الى مجلس الامن وطالبته بتوفير حماية دولية للفلسطينيين، فيما نشط وزراء خارجية عرب من اجل عقد جلسة لمجلس الامن للبحث في تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين. ووصف الرئيس ياسر عرفات عملية بيتونيا بأنها "عملية اغتيال قذرة وغير اخلاقية وغير عسكرية"، مضيفاً: "يجب ان يعرفوا ان هذه الجرائم ستحاسب عليها اسرائيل حساباً عسيراً". لكن وزير الخارجية الاميركي كولن باول اعرب عن اسفه لتهديدات عرفات، وقال لشبكة التلفزة الاميركية "سي ان ان": "لا اعتقد ان مثل هذه اللغة مفيدة، خصوصاً في وقت تحيي فيه اسرائيل ذكرى قيامها". واضاف: "انه وقت يجب ان يقوم فيه قادة الطرفين بالتشجيع على ضبط النفس وعدم تشجيع اي شكل من اشكال العنف". ودان باول مجدداً التوغل العسكري الاسرائيلي في الاراضي الخاضعة للسيطرة الفلسطينية، وقال: "لقد وصفنا بانتظام ما نراه بأنه مبالغ فيه وغير متوازن". وقال مصدر في الخارجية الاميركية ل"الحياة" ان الولاياتالمتحدة منزعجة من استمرار اطلاق قذائف الهاون من المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية ومن تكرار دخول القوات الاسرائيلية الى مناطق السلطة الفلسطينية. واضاف المصدر ان هذا التوجه الاميركي يعكس النية في تسمية الامور والخروقات كلما حصلت ومن أي من الأطراف. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اثناء مداخلة في الكنيست امس ان اسرائيل "لا تسعى الى التصعيد ولا اعتقد انه سيكون هناك تصعيد". وتابع: "لا اعتقد ايضاً ان حرباً ستندلع اذا انتبهنا، وليس نحن فقط، لأن دول المنطقة لا مصلحة لها هي الاخرى باندلاع حرب". وقال رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب ل"الحياة" انه شدد لدى الادارة الاميركية على "ضرورة ان تقوم بدور فاعل ونشط وانه لا يكفي التركيز فقط على الوضع الأمني". واضاف أبو الراغب الذي التقى مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس، ان الورقة المصرية - الأردنية "لا تزال موجودة ونحن في انتظار الملاحظات الاسرائيلية عليها"، معتبراً ان هذه الورقة وتقرير "لجنة ميتشل" يساهمان في "خلق نواة للتحرك". من جهة اخرى، يتوقع ان يلتقي اليوم أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن وزير الخارجية الاميركي كولن باول، وتجرى اتصالات لترتيب لقاء بينه وبين مستشاري نائب الرئيس ديك تشيني. ولا تزال الادارة الاميركية تنتظر الردود الرسمية الفلسطينية والاسرائيلية على تقرير "لجنة ميتشل"، وهو ما كان متوقعاً ان يتم اليوم. وقد أرجئ الاجتماع المخصص لاركان الادارة من اليوم الى الغد كي يتزامن مع اصدار الصيغة النهائية لتقرير "لجنة ميتشل" مرفقة بمقدمة من الوزير باول تحدد طبيعة الدور الاميركي وكيفية الاستفادة من توصيات التقرير. عملية في مزارع شبعا من جهة اخرى، نفذت المقاومة الاسلامية الجناح العسكري ل"حزب الله" عملية عسكرية استهدفت موقعاً للجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة في جنوبلبنان. ويأتي هذا التطور الميداني بعد شهر على عملية نفذها الحزب في المنطقة نفسها وردت اسرائيل عليها بغارة جوية على محطة رادار سورية في ضهر البيدر. وعقب العملية اعلن رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود "ان اصرارنا على تحرير مزارع شبعا هو نتيجة لاقتناعنا الراسخ بحقنا في استعادة أرضنا". ورأى ان امام رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون خيارين لا ثالث لهما: "الأول الاقرار بحقوق الشعب الفلسطيني والانسحاب من الجولان، والثاني الاستقالة"، معرباً عن اعتقاده أمام مجلس ادارة تلفزيون "المنار" الناطق باسم "حزب الله" ان حكومة شارون لن تصمد اكثر من حكومة سلفه ايهود باراك"، مبدياً "تفاؤلاً كبيراً بالنسبة الى المستقبل بأن سقوط شارون سيكون مدوياً وستسقط معه روح الصلف والتعنت الاسرائيلي الى الأبد". وأعلنت المقاومة الاسلامية في بيان ان "مجموعة الشهيد حسين عقيل هاجمت ظهر أمس موقع السماقة في مزارع شبعا المحتلة بالاسلحة الرشاشة والصاروخية"، واشارت الى تحقيق اصابات مباشرة. واعترفت اسرائيل بالعملية. اذ قالت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي ان "صاروخين مضادين للدبابات اطلقا على موقع داليا السماقة في مزارع شبعا". وكان مسؤولون عسكريون اسرائيليون قالوا ان قذائف "هاون" اطلقت على الموقع. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر عسكرية اسرائيلية ان أحداً لم أصيب في الهجوم، لكن المطعم الملحق بالموقع لحقت به أضرار. وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوبلبنان ستافان دوميستورا ان قوات الطوارىء تبلغت حصول هجوم استهدف موقعاً اسرائيلياً، وحصول قصف مدفعي لاحق من الجانب الاسرائيلي "ولم نتلق اي تقارير عن وقوع اصابات". ورأى مراقبون ديبلوماسيون ان للعملية دلالاتها، واعتبروها اختباراً كونها قبل ايام من احياء الذكرى السنوية لتحرير الجنوب.