نواكشوط - "الحياة" - يبدأ الرئيس السنيغالي عبدالله واد اليوم زيارة لموريتانيا تدوم ثلاثة أيام يجري خلالها محادثات مع المسؤولين الموريتانيين تتناول العلاقات الثنائية والقضايا الافريقية ذات الاهتمام المشترك. وسيزور واد مدينة اطار، مسقط رأس الرئيس الموريتاني ولد سيد أحمد الطايع، ومدينة نواذيبو العاصمة الاقتصادية لموريتانيا. ويعطي الموريتانيون الزيارة أهمية خاصة، نظراً إلى أهمية العلاقات بين البلدين الجارين اللذين لم تسلم العلاقات بينهما على الدوام من هزات تعود أحياناً إلى طبيعة التشكيلة السكانية على الحدود بينهما، وتداخل السياسي بالعرقي في هذه المنطقة، حيث تُتهم السنيغال دائماً بالتدخل في الشؤون الموريتانية حينما تتخذ من وجود الأقلية العرقية الافريقية الموريتانية موضوعاً للضغط على موريتانيا. وشهدت علاقات البلدين في أيار مايو من العام الماضي هزة كادت أن تقود إلى مواجهة عسكرية، حينما اكتُشف ان السنيغال تنفذ مشروعاً مائياً يعرف بمشروع "البحيرات الجافة". وبموجب هذا المشروع كانت السنيغال بصدد تحويل مجرى نهر السنيغال، الذي تطل عليه موريتانيا ومالي والسنيغال، وتستغل البلدان الثلاثة مياهه في الري والكهرباء في إطار منظمة استغلال نهر السنيغال التي تنظم الأمور الخاصة بمياه النهر. وحذرت موريتانيا السنيغال من أن المشروع سيؤثر في شكل خطير على المشروعات الزراعية على الضفة الموريتانية من النهر. غير أن حكومة داكار قالت إنها تقوم فقط بتنفيذ ما تسمح به النصوص المنظمة لاستغلال المياه. ورفضت التوقف عن تنفيذ المشروع. ورداً على ذلك قررت موريتانيا طرد كل السنيغاليين العاملين في البلد ووضعت قواتها في حال استنفار، معلنة أن "كل الاحتمالات مفتوحة"، واستجاب الرئيس واد في الأخير المطالب الموريتانية، ولعبت وساطة مغربية دوراً في تقريب وجهات النظر.